Post Image Health

مقاربة جديدة للوقاية من أمراض القلب عند النساء


Sat 2020/07/14

د. ليزلي تشو:"عوامل الخطورة لدى النساء يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار عند وضع خطط العلاج والوقاية من أمراض القلب"

خاص - snobarabia

تمتلك النساء عوامل خطورة فريدة تزيد من احتمالية إصابتهن بأمراض القلب، إذ يجب على الأطباء أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات الوقاية والعلاج، وذلك وفقًا للدكتورة ليزلي تشو، مديرة مركز أمراض القلب والأوعية الدموية عند النساء في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأمميركية، والتي ترأست فريقاً من الخبراء الذين قاموا بتحديث التوصيات المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء لصالح "الكلية الأميركية لأمراض القلب".

واعتبرت الدكتورة تشو أن الأطباء كانوا تقليدياً يستخدمون طريقة واحدة لمقاربة الأمراض القلبية لدى النساء والرجال، ولكن بات من الأهمية الآن التفكير بشكل مختلف، حيث قالت: "لقد اعتقدنا لسنوات عديدة أن عوامل الخطورة التي تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب هي ذاتها تماماً عند الرجال والنساء، مثل ارتفاع ضغط الدم، وفرط شحميات الدم، والتدخين، والسكري، والتاريخ العائلي. لكن بالرغم من أن أمراض القلب هي الأكثر انتشاراً بين النساء وتعتبر السبب الرئيسي للوفاة لديهن، نجد أن عوامل الخطورة التقليدية هذه تؤثر بشكل طفيف جداً على بعض النساء."

وأضافت: "في المقابل، نجد أن بعض الحالات المرضية الخاصة بالنساء، مثل الانتباذ البطاني الرحمي، تزيد خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، والتي تعد السبب الرئيسي للنوبات القلبية، بنسبة 400% لدى النساء تحت سن 40."

وقامت الدكتورة تشو وفريقها باستعراض التوصيات الجديدة وتحديد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى النساء، والفروقات بين الجنسين في تأثير عوامل الخطورة التقليدية، وعوامل الخطورة الفريدة عند النساء مثل تلك المتعلقة بالحمل.

 

عوامل الخطورة الخاصة بالنساء

لقد وجد الباحثون أن بعض الحالات المتعلقة بالحمل يمكنها أن تزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب لدى المرأة، وتشمل هذه الحالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والداء السكري الحملي، والولادة المبكرة، والإجهاض، حيث اعتبرت د. تشو أن كشف عوامل الخطورة المتعلقة بالحمل مهم جداً، لأنه يساعد في تحديد النساء الأصغر سناً اللواتي لا يعانين عادة من عوامل الخطورة التقليدية، ما يسمح بمراقبتهن بشكل مبكر ووضع خطة مناسبة للوقاية والعلاج.

كما تزيد بعض الحالات الهرمونية الخاصة بالنساء احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية، مثل انقطاع الطمث المبكر، أي توقف الدورة الشهرية قبل سن 40. وذلك لأن هرمون الاستروجين يوفر لدى النساء حماية من الأمراض القلبية الوعائية إلى حين انخفاض مستوياته بعد انقطاع الدورة الشهرية، ولهذا تصاب النساء بالنوبات القلبية بشكل متأخر في عمر وسطي 70 سنة، مقارنة بـ 66 سنة عند الرجال."

ومن عوامل الخطورة الأخرى الخاصة بالنساء، نجد متلازمة المبيض متعدد الكيسات والتي تعاني منها واحدة من كل 10 نساء، حيث يرتبط هذا المرض بعوامل استقلابية قلبية ترفع بدورها خطر الإصابة بالأمراض القلبية. وتشمل هذه العوامل كلاً من السمنة البطنية، وارتفاع سكر الدم والداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وعسر شحميات الدم.

 

الفروقات بين الجنسين في عوامل الخطورة التقليدية

لقد لاحظ الباحثون من خلال دراسة عوامل الخطورة التقليدية أن ارتفاع ضغط الدم والداء السكري يعدان من عوامل الخطر الرئيسية لدى النساء، مع العلم أن ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى النساء فوق سن الخمسين مقارنة بالرجال.

كما أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية، مثل القلق والاضطرابات العاطفية المزمنة، والتي يمكن أن تؤثر على صحة عضلة القلب. وعقبت د.تشو على هذا الأمر بقولها: "لا يجب أن تتوقف مهمتنا عند تصحيح مستوى ضغط الدم أو مستوى الكولسترول، بل يجب أن نعالج المريض ككل متكامل بما في ذلك صحته النفسية، لكي نحصل على نتيجة جيدة ونحافظ على صحة المريض."

 

إجراءات الوقاية العامة

بالرغم من وجود فروقات بين الرجال والنساء، يمكن لكلا الجنسين تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية من خلال القيام بتغييرات في نمط حياتهم. ومن أهم هذه التغييرات تجنب التدخين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام كالمشي لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، والحفاظ على وزن مثالي، ومستويات طبيعية لضغط الدم وشحوم وسكر الدم. ونصحت الجميع باتباع حمية غنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك، مع التقليل من تناول المنتجات الحيوانية والسكريات البسيطة والأطعمة المصنعة.

 

 

Comments