Post Image Health

في جائحة كورونا انتبهوا الى كباركم واصغوا الى وجعهم الصامت


Sat 2021/01/25

 خاص - snobarabia

تشير كل الملاحظات السريرية والأبحاث التي أجريت إثر انتشار جائحة كورونا الى أن التقدم في العمر يشكل عنصراً أساسياً، في ازدياد  خطر المضاعفات الناجمة عن الإصابة بفيروس كوفيد-19 ويرتفع معدل الوفاة إلى 8.0٪ بين مرضى الأمراض القلبية الوعائية الذين تتراوح أعمارهم بين 70 إلى 79 عاماً و14.8٪ بين المرضى فوق سن الثمانين. وحتى اليوم لم يثبت إذا كان التقدم في العمر وحده هو سبب كاف ام لأن كل الحالات المزمنة مثل السكري ، الضغط وأمراض القلب تزداد مع العمر وتشكل عوامل خطر؟ فكيف يعايش المسنون جائحة كورونا وكيف تأثرت حياتهم بها؟

حملنا هذه الأسئلة الى د. إلياس اسطفان الاختصاصي في أمراض الشيخوخة في مستشفى القديس جاورجيوس لنسأله عن واقع المسنين الصحي في هذه الجائحة.

عوارض الكورونا عند الكبار مختلفة عن تلك المتعارف عليها للمرض

المسنون يقول هم الأكثر عرضة لكل الأمراض المستجدة ولا سيما الكورونا إذ لا يملكون القدرات العقلية لحماية أنفسهم منها كما لديهم أمراض متداخلة تجعلهم معرضين للتعقيدات الخطرة إذا ما أصيبوا بالكورونا.  لكن الأخطر في هذا السياق ان الكورونا يتمظهر عندهم بشكل مختلف عن الأعراض المتعارف عليها للمرض. فالوقوع على الأرض مثلاً او قلة القابلية على الطعام اوحتى الضياع وعدم التركيز كلها عوارض خفية يمكن ان تشير الى وجود الكورونا أكثر من العوارض الكلاسيكية التي قد لا تتواجد مطلقاً لديهم .وقد لا يتنبه المحيطون بهم إليها، ويكون المسن بذلك خطراً على نفسه ومصدر عدوى لمن حوله. حتى الفالج الشائع لدى كبار السن يمكن ان يكون من عوارض الكورونا وقد سبق ورأينا ذلك بعد ان تبين ان الفيروس يتسبب بجلطات في القلب والرأس .

بمعزل عن العوارض الصحية ثمة ناحية دقيقة لا يتنبه لها الكثيرون هي الناحية النفسية للمسنين في الإزمات التي نعيشها. فكبار السن الذين عاشوا الحجر سواء في بيوتهم أو دور الرعاية تغير روتينهم اليومي كلياً، منع عنهم مشوارهم اليومي كما منعت زيارات الأهل والأقارب فشعروا نتيجة ذلك بالخوف من الوحدة وبأنهم متروكون، كذلك توقفت زيارات بعض المعالجين الذين يوفرون لهم عنايات صحية يحتاجونها مثل اختصاصي النطق او العلاج الفيزيائي، فتدهورت صحتهم  وتأثرت تصرفاتهم فباتوا أكثر انطواءً لا يتكلمون  او يأكلون كما يجب، ضائعون مشتتون لا يدركون تماماً ما يحدث لهم.

مريض الكورونا المسن يشعر بالوحدة والقلق

وتبقى الصورة الأشد إيلاماً ما يعانيه المسن الذي يدخل المستشفى نتيجة شعوره بأعراض مرضية من خوف ووحدة وقلق في الساعات 48 التي يعيشها قبل حصوله على نتيجة فحص الكورونا. فهو معزول لا يلقى اي دعم من عائلته بل الكل خائفون منه، قابع في مكان ليس معتاداً ان يكون فيه ، قلق من النتيجة . هذا إن لم تتدهور حاله بسرعة إذا كان مصاباً بالفيروس وتصاب رئتيه وينقطع أنفاسه يبحث عن الهواء ولا يجده، يختنق وحيداً تحت جهاز التنفس. هؤلاء من تجب حمايتهم وإبعاد خطر العدوى عنهم ، هؤلاء من يجب ان يكونوا أولوية في كل الجهود التي تبذل للحد من انتشار الفيروس.

ختاماً  يقول د. اسطفان المسنون مثلهم مثل كل ابناء هذا الوطن يشعرون بإحباط  شديد حين يرون جنى العمر قد تبخر وانتهى بقيمة اقل بكثير مما عولوا عليه ، يائسون باتوا، فقدوا حماستهم وإقبالهم على حياة لم يعد فيها ما يفرحهم.

 

 

 

 

Comments