Post Image Health

ما الذي ينبغي معرفته عن السكري من النوع الثاني، وكيف يمكن الوقاية منه ومعالجته؟


Fri 2023/11/13

ما هي الأعراض التي يتوجب علينا التنبه إليها، وكيف يمكن الوقاية من المرض، التعامل معه أو حتى عكس تطوره؟

خاص - snobarabia

يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري عيش حياة طبيعية وصحية، ولكن يجب تشخيص المرض والتعامل معه قبل تسبب تقلبات الجلوكوز في إحداث أضرار بالأوعية الدموية، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

ويعد السكري حالة مرضية سِمتها الأساسية ارتفاع جلوكوز الدم وتُصنّف في عدة أنواع. وفي حالة السكري من النوع الثاني، لا يستجيب الجسم بشكل طبيعي للإنسولين، أو قد يطور مقاومة للإنسولين وهي الحالة التي تجعل الجسم يبدو وكأنه لا ينتج القدر الكافي من الإنسولين. وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للسكري ، إلى أن واحداً من بين 10 راشدين حول العالم مصاب بالسكري، و90% من هؤلاء مصاب بالنوع الثاني، ونحو نصفهم لم يتم تشخيص إصابتهم بعد.

د. إم. سيسيليا لانسانغ:قد يؤدي مرض السكري الى مضاعفات حادة ومزمنة..

 تقول الدكتورة إم. سيسيليا لانسانغ، أخصائية الغدد الصم في كليفلاند كلينك، والحاصلة على ماجستير في الصحة العامة: "يمكن للسكري أن يتسبب بالضرر في الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات حادة ومزمنة. وقد تشمل المضاعفات الحادة مستويات منخفضة جداً أو مرتفعة جداً من سكر الدم، في حين أن المضاعفات المزمنة قد تشمل أضراراً في الأعصاب والقلب والعيون والأمعاء، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل بتر الأطراف أو الحاجة إلى زرع كلى أو التسبب بالعمى".

 

وأشارت الدكتورة لانسانغ إلى أن الأعراض الشائعة للسكري تشمل زيادة الحاجة إلى التبول والعطش وغير ذلك، وقالت: "يقوم الجسم بطرح السكر الزائد عن طريق البول ما يزيد من الحاجة للتبول المتكرر الأمر الذي قد يؤدي إلى التجفاف. كما يمكن أن يتسبب طرح الجسم للسكر الزائد في تقليل كم السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم وبالتالي فقدان الوزن. إلا أن هذه الأعراض غالباً ما توجد في الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، أما مرضى النوع الثاني من المرض فغالباً ما يميلون إلى الوزن الزائد والسمنة".

 

كما أوضحت د. لانسانغ أن تقلبات الجلوكوز قد تؤدي إلى التعب والإرهاق وضبابية الرؤية والشعور بالوخز في القدمين، كما قد يلاحظ المصابون بطء التئام الجروح لديهم. وحذرت من أن مستويات سكر الدم قد ترتفع تدريجياً ويبدأ الجسم بالتكيف مع مستويات السكر المرتفعة ما قد يجعلهم لا يشعرون بأي تغييرات في حياتهم. وقالت: "في حقيقة الأمر قد لا يشكو المصابون من أي أعراض لحين حدوث الضرر، ولذلك من المهم أن يجري الأفراد فحوصات السكري بانتظام".

  

يجب القيام إجراء الفحوصات بدءاً من عمر ال35

تختلف توصيات إجراء الفحوصات من هيئة صحية لأخرى، كما أن بعض الأفراد قد يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولذلك يجب التحدث إلى مزود الرعاية الصحية حول وتيرة إجراء الفحوصات، والقيام بها بدءاً من عمر 35 ، وفي حال كانت النتائج طبيعية، ينبغي إجرائها كل ثلاثة أعوام.

 

واذا أظهرت الفحوصات ارتفاع مستويات السكر في الدم ، يجب إجراء الفحوصات بوتيرة أكبر ، إذ قد يكون المصاب من الفئات الأكثر عرضة وتشمل الأفراد من ذوي الوزن الزائد أو الذين يعانون من السمنة، والمصابين بارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكوليسترول النافع (HDL)، والأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، والنساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات أو اللاتي تم تشخيصهن بسكري الحمل.

التغييرات الإيجابية في أسلوب الحياة قد تساعد في الوقاية من السكري..

 بيّنت الدكتورة لانسانغ أن الخبر الجيد هو أن التغييرات في أسلوب الحياة قد تساعد في الوقاية من السكري من النوع الثاني وفي بعض الحالات تأخير تطور المرض أو عكس تطوره، مشيرة إلى أن هذه التغييرات تشمل المحافظة على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن يشتمل على الخضراوات والبروتينات والدهون الجيدة والكربوهيدرات، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وتابعت بأن العلاج قد يشمل تناول الأدوية مثل الميتفورمين، وأضافت: "يمكن لتقليل الوزن بصورة خاصة أن يحدث أثراً إيجابياً على مقاومة الأنسولين، حتى خفض الوزن بنسبة قليلة تتراوح ما بين 5-10% يمكن أن يسهم في تقليل مستويات الجلوكوز".

 

وأوضحت الدكتورة لانسانغ أنه يوجد بالإضافة إلى الميتفورمين مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية للسكري والتي أصبحت متاحة للمرضى، حيث يمكن لبعضها معالجة الأمراض المصاحبة للسكري لكن بوليصات التأمين الصحي قد لا تغطيها جميعها.

 

يتوجب على الأفراد الذي تم تشخيصهم بالسكري التحدث إلى الأطباء حول أساليب العلاج الجديدة وأي خيار أو مجموعة خيارات مناسبة لحالتهم. يتم تخطيط البرنامج العلاجي بحسب حالة كل مريض وما هي الأمراض المصاحبة مثل مشاكل الوزن، أمراض الشريان التاجي، فشل القلب أو أمراض الكلى المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، قد ينطوي البرنامج على تجربة بعض العلاجات حتى الوصول إلى العلاج المناسب، إذ قد تتطلب حالة المريض خفض جرعات الأدوية لتجنب حوادث السقوط لدى كبار السن، أو تجنب المضاعفات الخطيرة والحادة مثل هبوط سكر الدم بشكل كبير".

 

 

Comments