Post Image Health

الأطباء في مستشفى Moorfield دبي للعيون يناقشون تأثير الرحلات خارج الأرض على بصر رواد الفضاء


Wed 2019/12/09

في إطار جهود وخطط دولة الإمارات الطموحة والهادفة إلى بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام والدخول في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي

خاص - snobarabia

في إطار جهود وخطط دولة الإمارات الطموحة والهادفة إلى بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام والدخول في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، قام المتخصصون في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون بتقييم التأثير الذي يمكن أن يحدثه السفر إلى الفضاء على البصر لدى رواد الفضاء.

 وكان هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، قد أمضى ثمانية أيام على متن المحطة الفضائية الدولية خلال شهر أكتوبر ضمن المهمة التاريخية التي سيكون لها أثر عميق على تطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية. بالإضافة إلى تدوين اسمه في الكتب والسجلات التاريخية، وإلهام الجيل القادم للسير على خطاه، فقد ساهمت إنجازات الرائد المنصوري في فتح نقاش فريد حول إمكانية عيش الناس وعملهم في الفضاء.

 يشرح الدكتور ميغيل مورسيلو، استشاري طب وجراحة العيون، اختصاصي في القرنية وجراحة الانكسار، في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، كيف يمكن أن يؤثر انعدام الوزن والوقت الطويل في مركبة فضائية على رؤية الشخص.

 

  • كيف يمكن أن تؤثر الرحلات الفضائية على بصر رواد الفضاء؟

تؤثر الجاذبية على أجسامنا على كوكب الأرض. والدم الذي يضخ من القلب إلى الساقين يتم ضخه في الاتجاه المعاكس عبر الجهاز الوريدي؛ لتجنب فرط السوائل في الجزء السفلي من الجسم. يعمل هذا النظام أيضًا في الجاذبية المنخفضة ويجعل السوائل تتراكم في الجزء العلوي من الجسم. هناك فائض من السوائل في الرأس، ويمكننا ملاحظة ذلك من خلال الوجوه "المنتفخة" لرواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض. ويسمى هذا التأثير "تحول السوائل رأسيًا " وقد وجد لدى حوالي 60٪ من رواد الفضاء، وفي كثير من الأحيان لدى أولئك الذين يشاركون في مهام تزيد مدتها على شهر.

 

  • ما هي مشاكل الرؤية التي قد يواجهها رواد الفضاء أثناء تواجدهم في الفضاء؟

في عام 1989، وبعد مهمة استغرقت 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، أبلغ معظم رواد الفضاء عن وجود مشاكل في الرؤية وحدوث تغييرات بصرية لديهم، ومنها تورم القرص البصري، وتسطح كرة العين، وتسمك القرنية مع الطيات، واحتشاءات طبقة الألياف العصبية في شبكية العين، والتغيرات الفائقة في الانكسار. كان هناك انخفاض في الرؤية القريبة أيضًا. الأعراض الأقل ظهورًا كانت تشمل أيضا اعتام الساحة البصرية والصداع. وقد أبلغ بعض رواد الفضاء عن صداع خفيف غير محدد، لكن لم يتم ملاحظة أي تغيرات في حدة بصرية أو رؤية للألوان.

 

  • هل يمكن للوقت في الفضاء أن يسبب مشاكل خطيرة في الرؤية وربما دائمة لرواد الفضاء؟

بمجرد عودة رواد الفضاء إلى الجاذبية، تزول معظم التغيرات البصرية تدريجياً خلال فترة تمتد من عدة أسابيع إلى أشهر على الرغم من وجود عدد قليل من الحالات الدائمة. يبدو أن الشيء نفسه يحدث مع الطيات القرنية وتورم القرص البصري. معظمها تخف وتزول تدريجيا ولكن بعضها لم يتغير، حتى بعد قضاء عامين على الأرض. قد يؤدي تورم القرص البصري طويل الأمد إلى فقدان المجال البصري، لكن لا توجد أية حالة ظهرت حتى الآن.

 

  • ذكرت وكالة ناسا أن رواد الفضاء الذين يقضون فترة طويلة من الزمن في الفضاء يمكنهم تطوير ما يسمى بمتلازمة الضغط داخل الجمجمة (VIIP). هل يمكن ان توضح ما هذا؟

في الظروف العادية، يكون السائل النخاعي ضروريًا لتشكيل وسادة تحمي المخ والنخاع الشوكي، إضافة إلى دوره في توزيع العناصر الغذائية حول الجسم والمساعدة في إزالة المخلفات. هناك توازن بين إنتاجه وإزالته للحفاظ على حجم وضغط ثابتين. كانت المتلازمة في البداية تسمى الضغط البصري داخل الجمجمة (VIIP) حيث كان يعتقد أنها نتيجة مباشرة لارتفاع الضغط داخل الجمجمة، ونتيجة ثانوية لزيادة حجم السائل النخاعي. ولكن لم تكن كل الحالات التي شهدت إجراء ثقب قطني قد دلت على مستويات ضغط غير طبيعية داخل الجمجمة. يشير هذا إلى آليات محتملة أخرى، على سبيل المثال، تحول السوائل رأسيًا، أو زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون التي تحدث خللاً في الأوعية الدموية، أو الاستعداد الوراثي. وقد أطلقت وكالة ناسا على هذه المتلازمة في الآونة الأخيرة اسم متلازمة العين العصبية المرتبطة بالفضاء (SANS).

قد يؤدي تحول السوائل رأسيًا إلى زيادة الحجم و/أو الضغط داخل الجمجمة، وهذا ما يؤثر على أغشية العصب البصري، ويؤدي إلى تورم القرص البصري وتسطيح كرة العين. هناك أيضًا احتقان وريدي قد يؤخر تدفق السائل النخاعي ويسبب احتقانًا وسماكة في القرنية، يمكن أن يضاف ذلك إلى القصر المحوري ومد البصر الملحوظ. كما يظهر تورم العصب البصري وزيادة الضغط داخل الجمجمة في أمراض أخرى تسمى بفرط الضغط داخل القحف مجهول السبب (IIH)، لكن هذا يشمل أيضًا الصداع المتكرر والشديد، وطنين الأذن (ضوضاء الأذن)، والعيوب البصرية العابرة، والغثيان، والتقيؤ. وعادة ما تكون هذه الأعراض غير موجودة في متلازمة العين العصبية المرتبطة بالفضاء (SANS).

الفرضية الثانية هي أن التعرض الطويل الأجل للجاذبية المنخفضة يؤدي إلى حدوث تغييرات في تدفق السائل النخاعي، وهذا ما يؤدي إلى مزيج من الركود الوريدي واللمفاوي الذي قد يسهم في متلازمة مقصورة غمد العصب البصري، مع وجود زيادات طفيفة فقط من الضغط داخل الجمجمة. قد يستمر هذا الأمر لدى بعض المرضى لفترة طويلة من العودة إلى الأرض. وقد يكون السبب نتيجة لكلا الحالتين.

 

  • إذا لم يتم تحديد التغييرات التي تحدث للعين في وقت مبكر، فهل يمكن أن يعاني رواد الفضاء من أضرار لا رجعة فيها؟

رغم أن بعض الحالات لم تشهد إزالة مد البصر، وتورم القرص البصري بعد العودة إلى الأرض، فلم يلاحظ أي ضرر بصري. لكن المتلازمة قد تكون مزمنة في بعثات فضائية أطول. قد يؤدي تورم القرص البصري القرني إلى انخفاض المجال البصري وضعف البصر، كما أن زيادة الضغط المزمن داخل الجمجمة قد يؤدي إلى انخفاض القدرات العقلية والارتباك والرؤية المزدوجة والتنفس الضحل والنوبات وفقدان الوعي وأخيرا الغيبوبة.

 

  • كيف يمكن لرواد الفضاء الحفاظ على صحة عيونهم خلال المهام الطويلة المدى في الفضاء؟

لعلاج مد البصر المحتمل، يحصل رواد الفضاء الآن على نظارات "Space Anticipation Glasses" في حالة ظهور مشاكل في الرؤية لديهم، وهي عادة ما تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة. ويمكن أن تؤدي محاكاة الجاذبية عن طريق إنشاء ضغط سلبي نسبي على الجزء السفلي من الجسم إلى تقليل الضغط داخل الجمجمة ولكن لا يزال يتعين تطبيقه أثناء رحلات الفضاء. لم يوجد أي دواء (مثل الأسيتازولاميد) أو عملية جراحية مفيدة لعلاج هذه الحالة وما زالت الأبحاث مستمرة لإيجاد حل لهذه الحالة التي تؤثر على البصر قبل إطلاق رحلات فضائية أطول، مثل رحلة إلى المريخ.

 

 

Comments