Post Image Health

هل من مخاطر في العودة إلى ممارسة الرياضة بعد التعافي من كورونا؟


Tue 2021/04/14

خاص - snobarabia

العودة إلى ممارسة التمارين الرياضية بمجرد التعافي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد يجب أن تحدث بحذر شديد، لا سيما عقب حالات الإصابة التي تتراوح بين المتوسطة والشديدة. والسبب يعود إلى اختلاف التأثير الذي تحدثه الإصابة بفيروس كورونا في الأشخاص باختلاف طبيعة أجسامهم، وبشكل يصعب التنبؤ بآثاره على المدى الطويل.

 

 

دكتورة ماري شايفر: تأثير كورونا يختلف في الجسم من شخص لآخر

 

تقول الدكتورة ماري شايفر طبيبة الطب الرياضي في مستشفى كليفلاند كلينك، أن تأثير كورونا يختلف في الجسم من شخص لآخر، مشيرةً إلى أنه قد يُعرّض أي شخص، حتى الرياضيين الشباب، للخطر أو لأضرار طويلة الأمد، مؤكّدة أهمية التعامل مع هذا الأمر بجدية.

  

وبينما يقول الخبراء أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى تلف القلب،الدماغ، الرئتين أو الكليتين لدى بعض الأشخاص، تضيف الدكتورة شايفر أنه لا توجد طريقة لتحديد الشخص الذي يمكن أن يتعرض لمثل هذه الأضرار، موضحةً أن بعض المصابين قد يعانون أعراضًا طويلة الأمد، بينها ضيق التنفس وآلام العضلات وفقدان القدرة على التحمّل والإرهاق.

 

ورجّحت الدكتورة شايفر أن تكون عودة العديد من الرياضيين والأشخاص النشطين إلى ممارسة النشاط الرياضي بعد إصابتهم بكورونا، بطيئة وتتطلب الصبر، مؤكدة أن على الأفراد استشارة طبيب مختص للتأكد من أنهم يتقدمون بطريقة مناسبة مع الحرص على مراقبة الأعراض.

 

الجداول الزمنية التي تحدّدها شدة الإصابة بالمرض

عندما يصاب شخص رياضي أو نشط بفيروس كورونا، ينبغي له ألا ينخرط في أي نشاط بدني، وعليه التركيز على الراحة والترطيب الجيّد والتغذية السليمة واتباع نصائح الطبيب أو مقدّم الرعاية الصحية، ليُحدّد له بعد ذلك الجدول الزمني للعودة إلى ممارسة الرياضة والتمارين بحسب المدى الذي كانت عليه خفّة الإصابة أو شدتها.

 

فإذا كانت الإصابة خفيفة أو كانت نتيجة الفحوص إيجابية من دون ظهور أية أعراض، فيمكن للشخص النظر في العودة التدريجية إلى ممارسة النشاط الرياضي بعد فترة عزل مدتها 10 أيام، مع الحرص على فعل ذلك من دون ظهور أية أعراض. أما إذا كانت الإصابة معتدلة أو شديدة أو إذا اضطر المصاب إلى دخول المستشفى، فيجب أن يخضع لتقييم طبي متخصص قبل البدء في العودة إلى أي نوع من التمارين.

 

وتقول الدكتورة شايفر إن هؤلاء الأشخاص قد يحتاجون إلى إجراء فحوص إضافية كتخطيط القلب وتصوير القلب وفحوص الدم قبل أن يُسمح لهم بالبدء في العودة إلى ممارسة النشاط البدني.

 

التهاب عضلة القلب عند الرياضيين والأشخاص النشطين

أشارت الخبيرة الطبية إلى احتمال الإصابة بالتهاب عضلة القلب، بوصفها ردَّ فعل التهابيًا يحدث للقلب جرّاء إصابة فيروسية، مثل كورونا. وقد يُحدث الالتهاب تورمًا في عضلة القلب، ما يجعل النشاط القاسي أكثر صعوبة أو مميتًا في بعض الأحيان. وأضافت: "من المرجّح أن يحدث التهاب عضلة القلب في الأشخاص الذين يُصابون بفيروس كورونا إصابة متوسطة أو شديدة، ولكن من الوارد حدوثه لأي شخص مصاب".

 

وبالنظر إلى تزايد احتمال الإصابة بالتهاب عضلة القلب، على الرياضيين أو الأشخاص النشطين العائدين من الإصابة بكورونا عرض أنفسهم على طبيب مختص لتحديد الحاجة إلى إجراء أية فحوص إضافية. كما ينبغي عليهم في حالة العودة إلى ممارسة الرياضة والنشاط البدني أن تكون العودة تدريجية على مدار أسبوع، مع مراقبة ظهور أية أعراض لهذه المضاعفات الخطرة.

 

نصائح عند العودة إلى ممارسة التمارين

 

بينما ينبغي للرياضيين الجادّين اتباع جدول محدّد للعودة إلى ممارسة التمارين بإشراف مدرّب أو طبيب مختص، تقدّم الدكتورة شايفر ثلاث نصائح لأي شخص يخطط لإعادة ممارسة التمارين إلى روتينه اليومي.

 

  1. مراقبة ردّ فعل الجسم. إذا شعر الشخص بأعراض مثل ألم في الصدر أو خفقان في القلب، فعليه التوقُّف عن ممارسة الرياضة فورًا واستشارة الطبيب. ومع أهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني بصورة عامّة، يمكن أن تغيّر الإصابة بكورونا هذا الأمر بين عشية وضحاها، وفقًا لخبيرة الطب الرياضي، التي أوضحت أنه يجب أن يستمر المصابون في مراقبة أنفسهم بعد شفائهم من الإصابة، فإذا شعروا بوجود شيء أكثر خطورة من مجرد كونهم غير لائقين بدنيًا، عليهم التوقف عن ممارسة الرياضة والتحدّث إلى الطبيب.

 

وإذا عانى الأفراد أيًا من الأعراض التالية، عليهم التوقف فورًا عن ممارسة الرياضة:

  • ألم صدري أو خفقان في القلب
  • غثيان
  • صداع
  • ارتفاع في معدل ضربات القلب لا يتناسب مع مستوى الجهد المبذول، أو استمرار هذا الارتفاع مدة طويلة.
  • دُوار
  • ضيق أو صعوبة في التنفس، أو تنفس سريع أو غير طبيعي
  • فرط التعب
  • تورّم في الأطراف
  • إغماء
  • رؤية نفقية أو فقدان للرؤية.

 

  1. التأني: على المرضى المتعافين ألا يحاولوا تجاوز المسألة بالقوة، بل يجب أن يتبع الرياضيون من جميع الأعمار أسلوب التقدم التدريجي في العودة إلى ممارسة الرياضة، وسيتعيّن عليهم زيادة وقت ممارسة التمارين ورفع كثافتها بالتدريج. وتوصي الدكتورة شايفر بالبدء بالمشي البطيء، قبل محاولة زيادة سرعة المشي في اليوم التالي إذا مرّ اليوم الأول على ما يرام، ثمّ زيادة الوقت الذي يقضونه في المشي تدريجيًا، والتدرّج في هذا لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل العودة إلى التمارين.

 

  1. التحلّي بالصبر: أشارت الدكتورة شايفر إلى أن الشخص المتعافي من كورونا قد يجد أن جسمه تغيّر قليلًا، حتى لو كان يتدرّب لسباق ماراثون قبل الإصابة، ما يستدعي مزيدًا من الحذر، داعية إلى تجنّب "الضغط بشدة" على الجسد الذي ما زال يحاول التعافي.

 

Comments