Post Image Health

كيف يمكنك اتخاذ قرارات صحية عمليّة خلال العام الجديد؟


Tue 2024/01/03

من المهم التركيز على محفزات التغيير وضمان وضع الأهداف وفق منهجية (SMART) لتحقيق النجاح طويل المدى

 خاص – snobarabia

 عادة ما نبدأ بتجاهل للقرارات المتعلقة بالعام الجديد بمجرد اتخاذها، والسبب في ذلك قد يكون متعلقاً بكيفية صياغتنا لهذه القرارات أكثر من كوننا نفتقر إلى قوة الإرادة. وبهدف تحسين فرص الوصول إلى النجاح طويل الأمد يجب تحديد الأسباب وراء رغبتنا بتحقيق أهداف معينة في أسلوب حياتنا، وتوخي الدقة والحرص عند تحديدها.

 

د. ديفيد كريل: بالإمكان إعادة صياغة قرارتنا حتى لو فشلنا في تنفيذها في البداية

 يقول الدكتور ديفيد كريل، الأخصائي النفسي السريري، وأخصائي علم فسيولوجيا الرياضة، وأخصائي التغذية المسجل: " إن التفكير المستمر في سؤال "لماذا" نود تحقيق هذه الأهداف، كفيل بمساعدتنا في المحافظة على الزخم نفسه وذلك بعد فتور الحماس الأولي الذي غالباً ما نشعر به لحظة اتخاذنا للقرار. وحتى لو فشلنا في تنفيذ القرارات التي اتخذناها، فإنه بالإمكان إعادة صياغتها بطريقة تدعم نجاحنا في تحقيق أهدافنا".

 وبمجرد توضيح الدافع، يمكن تحسين فرص النجاح من خلال قيامنا على سبيل المثال بأخذ التوازن بين الحياة والعمل بعين الاعتبار، والالتزام بإعطاء الرعاية الذاتية الأولوية ذاتها التي نعطيها لتحقيق النجاح في العمل.

 ويشير الدكتور كريل إلى أن الخطوة التالية تتمثل في وضع الأهداف المتعلقة بالصحة وفق منهجية (SMART) التي تعني: أهداف محددة (Specific)، وقابلة للقياس (Measurable)، وقائمة على خطوات فعلية (Action-oriented)، وواقعية (Realistic)، ومحددة بإطار زمني (Time-bound). وقدم الدكتور كريل المثال التالي لهدف تم وضعه وفقاً لمنهجية (SMART): "أريد النهوض في الساعة السابعة صباحاً لمدة أربعة أيام أسبوعياً لكي أمشي لمدة 30 دقيقة".

 وبيّن الدكتور كريل المنهجية المفيدة الأخرى التي يمكن اتباعها والمتمثلة بإعادة صياغة الأهداف القائمة على النتائج لتصبح أهدافاً قائمة على السلوك، وقال: "أحياناً يبدأ الأفراد بهدف قائم على النتيجة مثل الرغبة في خفض الوزن بمقدار 15 كيلوجراماً، في حين قد يكون من الأجدى تحديد السلوكيات الواجب تغييرها من أجل تحقيق هذا الهدف، كأن يقرروا على سبيل المثال المشي على جهاز المشي عند مشاهدة برنامجهم التلفزيوني المفضل عوضاً عن الجلوس على الأريكة".

 

المحافظة على الزخم

 

أشار الدكتور كريل إلى أن وضع إطار زمني لإجراء إعادة تقييم دوري يعد أمراً مهماً كذلك، خاصة عند تجزئة الأهداف الشاملة إلى أهداف قصيرة المدى وقابلة للقياس. وأوضح أنه يمكن إجراء عملية إعادة التقييم هذه من قبل الأفراد أنفسهم، أو بدعم من المقربين منهم. وأوضح أن الخيارات الأخرى في هذا الإطار تشمل الانضمام إلى مجموعة، برنامج، تطبيق افتراضي أو شخصي يزيد من شعورهم بالمسؤولية أو يحفزهم على مواصلة العمل لتحقيق أهدافهم.

 

وأضاف الدكتور كريل: "يجب التفكير في هذه النقطة بشكل جيد وذلك لتجنب النتائج العكسية لقرار اختيار شريك المسؤولية. على سبيل المثال، إذا كان الفرد مستجداً في مجال ممارسة التمارين الرياضية، وقرر ممارستها مع صديق لا يستمتع بالرياضة، فقد ينتهي الأمر بإقناع كل منهما للآخر بعدم القيام بأي نشاط في هذا السياق".

 

استخدام الحوافز والمكافآت هو إجراء مفيد آخر يمكن تطبيقه، ويعد الدافع الذاتي أكثر أهمية من الدافع الخارجي بصورة عامة. وعندما يتعلق الأمر ببدء شيء جديد، فإن استخدام المكافآت بطريقة حكيمة قد يكون مفيداً جداً، إذ أن اختيار أي نوع من المكافآت غير الغذائية كالحصول على جلسة تدليك على سبيل المثال بعد عدة أسابيع، يمكنه أن يسهم في إبقاء الفرد متحمساً للعمل على تحقيق الهدف الكلي.

 

إن وضع بعض الأهداف وفقاً لأسلوب "مرة واحدة فقط" مثل التسجيل للمشاركة في سباق ماراثون لمسافة خمسة كيلومترات، يمكن أن يساعد أيضاً في دعم تحقيق الهدف بعيد المدى، فتحقيق عدة أهداف مرحلية بسيطة وواقعية قادر على تعزيز ثقة الأفراد بأنفسهم وتحفيزهم.

 

الاستعداد للنجاح

 

ينبغي على الأفراد بهدف زيادة فرصهم في تحقيق النجاح، الاستعداد والتدرب على مواجهة المغريات والتحديات. فعلى سبيل المثال، إذا أردتم الالتزام بالانضمام إلى صف للتمارين الرياضية مرة كل يومين، ولكنكم تعلمون من تجربة سابقة أنكم تشعرون بالتعب الكبير في بعض الأيام الأمر الذي يمنعكم من ممارسة التمارين الرياضية، فإنه يمكنكم اتخاذ قرار مسبق بأن تقوموا في مثل هذه الأيام بالتمرن لمدة 10 دقائق على الأقل، وهو أمر يمكن القيام به بسهولة أثناء مشاهدة برنامج تلفزيوني.

 

ويمكن للأفراد تحديد العقبات التي تواجههم مثل تقلبات المزاج التي قد تتعارض مع ما ينوون القيام به. ومن ثم يمكنهم التفكير في الأمور التي ساعدت في السابق على تخطي هذه العقبات مثل التواصل مع الآخرين والذي يعد عاملاً مساعداً لتنشيط الأفراد خاصة عند شعورهم بالإحباط. وفي حال كان الأفراد ممن يكثرون من تناول الطعام عند الشعور بالضغط والتوتر، فيمكنهم التعامل مع هذا الأمر من خلال تحضير وجبة ذات سعرات حرارية محددة في خزانتهم لكي يتناولوها، وهو ما سيساعدهم في التخلص من شعور "إما كل شيء أو لا شيء" الذي قد يساورهم ويدفعهم إلى الأكل بصورة زائدة عن الحاجة.

 

في حال كانت هناك اضطرابات مزاجية تعترض نجاح الأفراد، أو إذا كانوا في صراع مع مشكلة مثل التحكم بوزنهم، فيمكنهم دراسة خيار الحصول على الدعم من أخصائي نفسي في هذا المجال، لمساعدتهم في التعرف أكثر على مشكلتهم ومعالجتها.

 

 

Comments