Post Image Health

التصلب اللويحي المتعدد MSعلاجات جديدة تبطئ مساره و تحد من أضراره


Thu 2019/06/13

خاص-SNOBARABIA

في لبنان اليوم حوالي 2400 مصابا بمرض التصلب اللويحي رغم الافتقار إلى الأرقام والبيانات الرسمية. لكن لبنان معروف بقدرته على مجاراة أحدث التطورات الطبية بسرعة وتتوفر فيه مراكز متعددة للتصوير بالرنين المغناطيسي مزودة بأحدث الأجهزة القادرة على كشف مرض التصلب اللويحي بأولى مراحل الإصابة وهذا ما يساهم في القدرة على التحكم بالمرض و تعديل مساره . وتبقى التوعية ضرورية حول هذا المرض المعقد وطرق تشخيصه الصحيحة و احدث العلاجات المتوافرة للحد من أضراره رغم عدم وجود علاج شاف حتى الآن له.

 

 

ما هو مرض التصلب اللويحي MS))

 يجيب رئيس قسم الجهاز العصبي في مستشفى المقاصد، الدكتور عبدالرحمن شاتيلا:

 التصلب اللويحي المتعدد ((MS مرض مناعي ذاتي مزمن يُصيب الجهاز العصبي المركزي اي الدماغ و النخاع الشوكي حين تبدأ الخلايا المناعية في الجسم بمهاجمة أجزاء منه و يسبب الضرر الناجم عن هذا الهجوم اعراض متعددة تصيب كل ما يتحكم به الدماغ نتيجة اختلال في وظيفته مثل النظر، الحركة ، التوازن،وظيفة المبولة و الامعاء و غيرها. وهو أكثر الأمراض العصبية شيوعا التي تسبب العجز لدى الفئة الشابة.

 يعد التصلب المتعدد المتكرر الإنتكاسي المعروف ب (RRMS) أكثر أشكال التصلب اللويحي شيوعا ويتم تشخيص حوالي 85% من المصابين بهذا النوع.

 السبب الرئيسي للإصابة بمرض التصلب اللويحي غير معروف، ويعتقد أنه ناجم عن مهاجمة الجهاز المناعي للميالين (Myelin) ما يعطل تدفق المعلومات إلى الأعصاب.قد تكون الأسباب جينية وراثية او ناجمة عن فيروسات معينة مهع وجود عوامل بيئية محفزة، لكن يبقى السبب غير محدد.

  أكثر الأعراض الشائعة: الإرهاق، الصعوبة في المشي، مشاكل في النظر، عدم وضوح في الرؤية، وخز وخدر في أجزاء مختلفة من الجسم، تشنج في العضلات، مشاكل في التوازن والتنسيق، مشاكل في التفكير، التعلم والتخطيط. يسبب مرض التصلب اللويحي إعاقة جسدية في عمر ال20 و ال25 لدى أكثر من 30% من المرضى.

 

كيف يتم تشخيص مرض التصلب اللويحي؟

يجيب الدكتور نبيل عكاوي، أخصائي أمراض جهاز عصبي ودماغ:

  • يعتبر تشخيص مرض التصلب اللويحي معقدأً لأن النوبات الأولى قد تكون متباعدة و لا يتنبه لها المريض . كما ان أعراض النوبات الأولى قد تختلف بين مريض و آخر. كما لا يوجد فحص واحد معتمد يتم اجراؤه للتأكد من وجود المرض وقد تؤدي الأسباب المحتملة الأخرى إلى استبعاده أولا. 

 الأعراض الأولى تختلف بين شخص و آخرو لكن عند حدوث الأعراض التالية لمدة تفوق 24 ساعة لا بد من استشارة طبيب فورا: خدر في نصف الجسم ، في الذراع او الرجل، مشاكل في النطق او السير او التبول ،حدوث دوار و رؤية مزدوجة.

 تشمل الفحوصات المعتمدة للتشخيص، التصوير بالرنين المغناطيسي أو فحص الفقرات القطنية. لكن ما يجب التنبه إليه هو ان يكون جهاز التصوير المغنطيسي حديثاً و دقيقاً حتى يتيح التعرف الى البقع البيضاء التي تميز مرض التصلب اللويحي بشكل دقيق و تحديد طبيعته.و ذلك لأن موقع البقع و حجمها هو ما يشير الى وجود مرض التصلب و ليس كل بقعة بيضاء تعني وجوده.

 سابقاً كان الأطباء ينتظرون حدوث الانتكاسة الثانية للحكم بوجودة مرض التصلب . لكن اليوم ثمة معايير جديدة للتشخيص و تكفي انتكاسة واحدة لطلب فحص سائل النخاع الشوكي لتحديد وجود المرض و قد يرافقها فحوصات خاصة للنظر او السمع . في حال كان الأهل مصابين بمرض التصلب فيعتبر ذلك مؤشرا لإجراء الفحوصات اللازمة و الدقيقة للمريض عند شعوره بأي من الأعراض المذكورة سابقا.

 

 

الانعكاسات الاقتصادية و الحياتية لمرض التصلب اللويحي بالأرقام

يتمثل العبء الأكبر بالإعاقة والبطالة. يصبح 50% من المصابين بمرض التصلب اللويحي عاطلين عن العمل بعد 3- 10 سنوات من التشخيص.

  • ارتفاع التكاليف المرتبطة بالدواء، الإنتكاسات وازدياد العجز.

 حاجة 25% إلى كرسي متحرك بعد 15 سنة من التشخيص.

 انخفاض متوسط العمر المتوقع بمعدل 10 سنوات.

 

 احتياجات المريض النفسية و الرعائية

يقول بيتر ريكمين، رئيس قسم طب الدماغ والأعصاب في مستشفى بامبرغ في ألمانيا، حاجات المريض أن مرضى التصلب اللويحي لرعاية خاصة لمواجهة هذه التحديات، كما في الولايات المتحدة الأميركية والدولة الأوروبية على سبيل المثال:

 

 يعاني 41% من مقدمي الرعاية لمرضى التصلب الويحي من القلق، 38% من الكآبة و34% من الأرق. الألم المزمن وكيفية الحد منه هو من الأساسيات.

 الضغوطات المالية من التحديات المشتركة خاصة عندما تكون الرعاية المطلوبة طويلة الأمد.

 ·        المودة ، الطلاق، كيفية تربية الأطفال، القلق، الاكتئاب والأرق هي المخاوف المشتركة في محادثات وسائل التواصل الاجتماعي. ·  تم تحديد الاحتياجات ضمن الفئات الرئيسية "دعم الأسرة والأصدقاء" و "خدمات الرعاية الصحية" و "إدارة الحياة اليومية" و "الحفاظ على استمرارية المسيرة الذاتية". " خلق علاقات الدعم المشتركة مع المريض

·         

العلاجات المطروحة بين الأمس و اليوم

تتضمن العلاجات المصدق عليها للتصلب المتعدد المتكرر الإنتكاسي ما يلي بحسب ما يشرح رئيس قسم طب الدماغ والأعصاب في مستشفى رزق البروفسور ناجي رياشي:

·        معالجة الإنتكاسات الحادة لأعراض التصلب اللويحي بالأدوية الستيرويدية أو تبادل البلازما. ·        أدوية معدلة لمسار المرض ( (DMDsوهي تعالج اضطراب المناعة الأساسي وتقلص عدد الإنتكاسات وتقلل من حدّتها.

·         يمكن تصنيف هذه الأدوية كمناعية أو علاجات مثبطة للمناعة كالتي تستهدف الخلايا اللمفاوية لتعطيل نشاط المرض.

·        يمكن أن تتضمن هذه العلاجات أيضا فحوصات مستدامة لإدارة المرض كفحوصات للدم بشكل دوري، لفحص التغييرات التي تطرأ على الخلايا المناعية واختبارات خاصة بوظائف الكبد.

 

·        العبء الاقتصادي للمرض

أما أستاذ علم الاعصاب السريري ورئيس اللجنة الطبية في جمعة البحوث الفرنسية لمرضى التصلب اللويحي البروفيسور سلام كوسى، فيشير الى عبء تكلفة المرض و علاجاته.

  • يوجد أكثر من 11 خيار للعلاج في لبنان للتصلب المتعدد المتكرر الإنتكاسي المعروف ب Relapsing remitting MS (RRMS)
  • تكلفة علاج مرض التصلب اللويحي مرتفعة نسبيا إذا أخذنا بعين الإعتبار التكلفة المباشرة وغير المباشرة كإدارة الأحداث السلبية، الدخول إلى المستشفى، ولا يمكننا أن ننسى التأثير الإجتماعي الكبير والنفسي للمرض على المصابين ومقدمي الرعاية.
  • تغطي وزارة الصحة اللبنانية والصندوق الوطني للضمان الإجتماعي أو جهات أخرى داعمة تكاليف علاج المصابين بمرض التصلب اللويحي في لبنان وبالتالي يتم التخفيف من تكلفة الدواء الكبيرة عن كاهل المريض.

العلاجات الجديدة امل يضيء درب المرضى

تم التصديق مؤخرا  على العلاجات الجديدة في اوروبا و أميركا و ابرزها علاج قصير الأمد يؤخذ عن طريق الفم لمعالجة التصلب المتعدد ذي النشاط العالي و قد اظهر هذا العلاج فعالية عالية بحسب التجارب الاكلينيكية . وقد نجحت العلاجات المتطورة التي تصدر بشكل متواصل في التخفيف من تطور المرض و ابطاء مساره وتم ابتكار مجموعة أقراص قادرة على الحد من تطور المرض و ضبطه. و يعد تلقي العلاج في المراحل المبكرة من العوامل الأساسية للحد من تفاقم المرض.

وهذه العلاجات تستهدف اعادة تكوين الجهاز المناعي و استهداف الخلايا المناعية التي تهاجم الجهاز العصبي ما يساعد على الحد من تطور الالتهاب و تفاقم المرض . و يساعد هذا العلاج الجهاز المناعي على العمل بصورة سليمة لمدة اربع سنوات ما يعني ان حالة المريض تبقى مستقرة في هذه الفترة دون اي علاج ىخر. و قد تصل الفترة احيانا الى 13 سنة. و يؤخذ الدواء في السنتين الأولى و الثانية و قد ثبت ان 9 من اصل 10 مرضى لم يصابوا باية انتكاسة لمدة سنتين بعد تناولهم العلاج و لم يشهدوا اي تطور للمرض. و لكن يبقى على المريض اخبار طبيبه في حال استمرار الأعراض بعد فترة معينة من بدء العلاج ليتأكد اذا كان يتجاوب مع هذا النوع من الدوية او من الافضل تحويله الى نوع آخر.

Comments