Post Image

رين عباس: أهدف الى تحويل الأولاد من مستهلكين الى مصنعين للتكنولوجيا


Mon 2019/03/25

خاص snobarabia

    • عام 2014 ومن خلال ابنها الذي طلب منها أن تعلمه كيف يبتكر لعبته الخاصة ولدت في ذهن رين عباس فكرة اكاديمية Spicha Tech. فقد لاحظت أن كل الأولاد يلعبون بألعاب موجودة ولا أحد يعرف كيف يصنع لنفسه لعبة جديدة كما وجدت أن أولادنا مستهلكون للألعاب الإلكترونية ولا يصنعونها فوضعت أمامها هدف تحويل الأولاد من مستهلكين الى مصنعين للتكنولوجيا. و اليوم تم اختيارها من بين 9000 مشترك لتمثل لبنان في مسابقة  Cartier Women’s initiativeلعام 2019 وتصل مع سيدتين من منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا الى المراحل النهائية. عن تجربتها الرائدة في عالم التكنولوجيا وتعليم الأولاد ابتكار ألعاب الفيديو وعن فخرها باختيار عملها لتمثيل لبنان تحدثنا السيدة رين عباس.

 

  • من هي رين عباس وكيف دخلت عالم التكنولوجيا و الألعاب الالكترونية ؟
  • منذ أيام المراهقة كنت أحب الألعاب الإلكترونية لكنني دخلت دخلت مجال تصنيعها عن طريق الصدفة . فعند تخرجي من الجامعة كنت أعمل في مجال ال Animation او تحريك الصور فشاهد أحدهم عملي واخبرني أن شركة  Digipen Nintendo بحاجة الى من يتقن هذا الفن ، تقدمت الى الوظيفة و تم قبولي وفيها تعلمت البرمجة و صرت مسؤولة عن القسم الفني عملت لمدة ست سنوات بين لبنان و أميركا و اكتسبت خبرة كبيرة ودخلت عالم الاحتراف . عام 2008 افتتحت شركتي الخاصة لصناعة ونشر الألعاب الالكترونية في العالم.
  • ما هي الصعوبات التي واجهتك كامرأة في هذا المجال وكيف تخطيتها؟
  • في البداية لم تواجهني اية صعوبات كوني امرأة لأنني كنت أبذل كل جهدي في عملي. ولكن حين اسست شركتي الخاصة كنت على وشك ان اصبح أماً وهنا بدأت مسيرتي كأم و سيدة أعمال في الوقت نفسه وكان الأمر صعباً لأنني أردت أن أبرهن لشركائي و للناس من حولي أنني رغم حملي استطيع العمل و التحمل و المثابرة. أنجبت ثلاثة أولاد وكنت مصرة على الاهتمام بهم و ان أثبت أمومتي و نفسي في عملي و شركتي. و النجاح في الوظيفتين تطلب مني جهداً كبيراً لكنني مقتنعة ان من يعمل بإيجابية و اندفاع قادر على إقناع الجميع بقدراته.

التربية تحد من قدرات النساء

  • لماذا لا يزال صعبا على النساء دخول العالم الالكتروني؟
  • عام 2010 حين نلت اول جائزة لي كامرأة في عالم التكنولوجيا لم أكن أعرف ان عدد النساء في هذا المجال قليل ولكن عند انخراطي في هذا العالم اكتشفت أن عددهن قليل جداً في عالم ألعاب الفيديو و لا يتخطى 15%. وحسب الدراسات التي أجريتها تبين ان التربية في البيت و المدرسة كما وسائل الإعلام و الإعلانات تلعب دورها في تحجيم دور المرأة و إقناعها بأن دورها محصوربالأمور البسيطة غير الصعبة فيما كل ما يحمل تحد مخصص للصبيان. لكنني اليوم أعمل على تغيير هذه الصورة النمطية في المحاضرات التي القيها عبر العالم و في الألعاب التي أبتكرها.

 

 

  • الألعاب الإلكترونية يمكنها ان تكون نقمة حقيقية على الصغار فكيف حولتها الى شيء إيجابي؟
  • لقد نجحت في جعل الأولاد خلاقين يعرفون كيف يجدون حلولاً فمن خلال اللعبة التي يبتكرونها عليهم خلق مشكلة و إيجاد حل لها . و قد لاحظت ان الأولاد الذين علمناهم على الابتكار خف عندهم الوقت الذي كانوا يخصصونه لألعاب الفيديو.

التوازن ضروري بين التكنولوجيا و النشاطات الأخرى

  • ما هي نصيحتك للأهل ليتخطوا خوفهم و قلقهم من التكنولوجيا على أولادهم؟
  • برأي أن الأهل لا يراقبون أولادهم إذا كانوا يلعبون ألعاباً تناسب سنهم من هنا قد يتعلق هؤلاء بألعاب لا تلائمهم. بينما إذا ركز الأهل على اختيار ألعاب تثقيفية خاصة بكل عمر فلا خوف على الصغار منها. و غالبا ما اقول على الأهل أن يخلقوا توازنا في حياة ابنائهم ما بين الإلكترونيات و النشاطات الأخرى الخلاقة مثل الرياضة ، القراءة ، النشاطات الإبداعية. التكنولوجيا موجودة وتساهم في الكثير من الأمور الإيجابية في العلم و الثقافة . و اليوم الألعاب التثقيفية اسهل من المدرسة ولكن يجب خلق التوازن بين الديجيتال و الكتب. فلا ندع أولادنا يمضون وقتهم في الألعاب والسوشيال ميديا بل دورنا أن نأخذ بيدهم لنرسم لهم كيفية التوفيق بين الاثنين . وحدهم لن يتمكنوا من ذلك لأن التكنولوجيا تسيطر على حياتهم دورنا الا ندعها تجرفهم.

 

 

  • هل وجدت صعوبة في تمويل مشروع Spica Tech ؟
  • تمويل الشركة كان شخصيا و من خلال ورش العمل التي كنا نقوم بها و يشارك فيها الصغار و بعد أن ذاع صيتنا تكاثر عدد المشاركين في ورشات العمل. وبعدها حصلنا على تمويل من شركة أكبر لخلق منصة على الانترنت لنطال أكبر عدد من الأولاد. الصعوبات التي واجهتنا كانت صعوبات تقنية كوننا عانينا كشركة لبنانية من بطء الانترنت وما شابه. لكننا اثبتنا نقسنا كشركة قادرة على تغيير حياة المراهقين نحو الأفضل وخلق فرص عمل لهم و دفعهم الى العمل و النجاح في المستقبل.

 

  • هل يمكن ان تتحول الألعاب الى اسماء تجارية في يوم ما؟
  • نحن نعلم المتدربون الصغار على تصنيع الألعاب على برامج محترفة يستخدمها المصنعون المتخصصون . حين ينتهون من التدريب معنا يمكنهم و بكل سهولة في البيت و على كمبوترهم الخاص تطبيق ما تعلموه وتحويله الى لعبة متكاملة صحيحة يمكن ان يلعبوا و يتسلوا بها كما يمكن تحويلها الى لعبة تجارية ناجحة، فنحن نعلمهم كيف ينهون اللعبة الى الآخر و كيف يسوقونها و ينشرونها . برأي ان ثقافة إنهاء ما بين يديهم أمر مهم جداً يجب تنميته عند الصغار.

 

  • ما النصائح التي تعطينها للصغار الذين يتدربون في Spica Tech ليكونوا ناجحين في مجال التكنولوجيا و الأعمال لاحقا على حد سواء؟
  • أنصحهم كما أنصح طلاب الجامعات أن يشتغلوا على أنفسهم أكثر لينجحوا في اي اختصاص يختارونه. و ألا يتكلوا فقط على ما تعلموه في الجامعة او المركز. إنهم جيل محظوظ لأن كل شيء صاراليوم متوافراً ومفتوحاً أمامهم اونلاين وبإمكانهم ان يتعلموا و يطوروا انفسهم و مهاراتهم . فالموظف لا يصبح مسؤولا إلا إذا عمل على تطوير نفسه و استغل أوقات فراغه لتحسين كل مهاراته و تعلم امور جديدة.

 

  • ما اهمية دخول الفتيات الى عالم التكنولوجيا ؟
  • لقد كنت أواجه صعوبة في البدء بإقناع الأهل بتسجيل بناتهن في الأكاديمية  و بان البنات قادرات على خوض مجال التكنولوجيا و الهندسة وغيرهما من المجالات . و أظن ان هذا الاتجاه عالمي فالبنت تتربى على انها أقل أهمية من الصبي ولكن في الحقيقة الكثير من العلوم و الاختراعات نشأت على يد نساء و مع الوقت تم نوع من التغطية على هذا الامر. واليوم اعتبر أنني بإدخالي البنات الى الأكاديمية و عملي مع  ngo على تعليم الفتيات المهارات التقنية اثبت انهن قادرات على القيام باي شيء يهدفن اليه و على خوض كل المجالات الصعبة.و أظن أنه إذا اشتغلنا على الأهل و على تغيير نمط الألعاب التي تلعبها الفتيات يمكننا بعد بضعة سنوات الوصول الى المساواة بين الجنسين في هذا المجال.

 

  • الى اين تطمحين الوصول في Spica Tech؟
  • Spica Tech ستصبح اونلاين قريباً و هدفي ان أصل الى اكبر عدد ممكن من الأولاد وتعليمهم صناعة قادرة على تغيير حياتهم. التعليم الذي نعطيه يتم بلغات ثلاث و اللغة العربية مهمة جداً بالنسبة لي لأنني من خلالها اصل الى أولاد غير قادرين على الدخول الى مؤسسات تعليمية .

 

  • ماذا يعني لك ان يتم اختيارك من قبل Cartier Women’s initiative و ان تصلي الى المراحل النهائية لعام 2019؟
  • ان اصل الى المراحل النهائية هو حلم بالنسبة إلي . و انا فخورة بأن أمثل لبنان في سان فرانسيسكو و هذا يقويني ويقوي النساء من حولي و يعطيهن الأمل بان يتابعن ما يقمن به لأن ثمة اشخاص يقدرون حهودهن وعملهن . من خلال  Cartier أصبح عملي معروفاً أكثر وتمت الإضاءة عليه ووصل الى عدد أكبر من الناس عبر العالم.

Comments