Post Image Psycho

جنيفر أبو سماح: على الأهل التغلب على مخاوفهم ليتمكنوا من تجنب أولادهم القلق من جائحة Covid-19


Sun 2020/10/14

خاص - snobarabia

جميعنا يشعر بالخوف والقلق من جائحة Covid-19 التي طالت مختلف أنحاء العالم، والتي لم نجد لها الإجابات الصحيحة، وهذا الخوف ينعكس سلباً على أطفالنا الذين يرون ردات فعلنا ولا يعلمون ماذا يدور من حولهم. وقد يشعر الأهل بصعوبة كبيرة للتحدث مع أبنائهم عن هذا الموضوع، او كيفية التصرف معهم لإبقائهم في أمان من دون أن يشعروا بالخوف. وهذا ما سوف تشرحه لنا " جنيفر أبو سماح" الإختصاصية في علم النفس العيادي والعلاج السلوكي المعرفي، والتي ترى في بادىء الأمر ضرورة تغلب الأهل على خوفهم وقلقهم كي يتمكنوا من إطمئنان أولادهم وإراحتهم.

يستمد الأولاد راحتهم من راحة الأهل

  • كيف نتحدث مع أولادنا عن الكورونا، وكيف نحذرهم منها من دون أن نشعرهم بالخوف؟

قبل التحدث معهم، على الأهل أن يكونوا مرتاحين نفسياً، لأن هذا الأمر يخيفهم قبل الأولاد، وليس سهلاً شرحه، لا سيما وهم لا يجدون الإجابات على كل  الأسئلة حول هذا الموضوع، ولا بأس اذا تفوهوا بأشياء خاطئة، اذ يمكن تصليح الوضع في ما بعد. وأنا دائماً أعطي مثال مضيفات الطيران اللواتي يعطين الإرشادات خلال الرحلة، من سبل السلامة، وضرورة وضع الأهل كمامات الأوكسجين قبل الأولاد، بغية حماية أنفسهم ليتمكنوا من حماية أولادهم. والأمر مماثل في أزمة الكورونا ، لأن الولد سيشعر بالخوف والقلق اذا لاحظ ان ذويه غير مرتاحين للوضع، لأنه بالنتيجة يستمد راحته من الوالدين الذين يعتبرهم سنداً له.

فالولد يستطيع ان يستوعب ما يقوله ذويه من خلال ردات فعلهم. فقبل التحدث اليه ، ينبغي أن يقوم الأهل بأمر يريحهم يغية عدم الارتباك أمام الولد كي لا يشعر الأولاد بالخوف والقلق.  والمهم ان يكون لدى الجميع أمل في المستقبل، بالطبع خلال الكورونا خسرنا الكثير من عاداتنا والروتين الذي كنا نعيشه، كأهل قبل الأولاد، كذلك هم خسروا الكثير، من لقاء أصدقائهم والقيام بنشاطات مختلفة، فالخسائر تشمل الطرفين، انما نحن  بحاجة دائماً للأمل، الذي يكون أقرب الى الواقع. لكن الخسائر التي نشهدها في هذه الفترة قد تكون إيجابية لما بعد، وأهمها أننا استطعنا خلال الحجر المنزلي ان نبتكر أفكاراً ونشاطات لنا ولأولادنا، وأمضينا وقتاً طويلاً معهم، وهذا أمر إيجابي جداً، وينبغي حتى بعد انتهاء الكورونا أن نستمر في تخصيص أوقاتاً للعائلة.

بالنسبة الى الأهل الذين يجدون صعوبة في التحدث مع أولادهم عن الكورونا، فيمكن اعتماد كتب روايات مخصصة للأولاد نشرت أونلاين حول موضع الجائحة 19، ومنها موقع kellystayhome.com، وهي مجاناً، ، وتتناول كل ما يتعلق بالكورونا ، ويمكن للأهل اعتمادها وان يستفيدوا هم ايضاً منها. 

 

ينبغي إعطاء الولد حرية الخيار في هذه الفترة

 

  • كيف يجب أن يتصرف الأهل مع أطفالهم في هذه الفترة؟

العلاقة الإيجابية مع الأولاد ينبغي ان تشمل مشاركة الأولاد نشاطاتهم، واصطحابهم الى أماكن سليمة، بغية جعلهم يغيرون أجواء المنزل. مثلاً اصطحابهم الى أماكن جبلية، حيث لا اكتظاظ، يستطيعون أن يلعبوا ويقوموا بنشاطات رياضية. فالولد بحاجة للحركة.

وينبغي في هذه الفترة إعطاء الولد حرية الخيار، لا سيما عند تواجده في المنزل وعدم معارضته في كل أمر. فيمكن أن نترك له حرية خيار الأطعمة التي يحبها او يود تحضيرها مع الأهل، او مشاركته ألعابه ونشاطاته. وليكون الأمر سهلاً على الأهل والأبناء، يمكن وضع جدول أعمال لأسبوع كامل، حيث يستطيع الأهل والأولاد على حد سواء اختيار النشاطات التي يودون القيام بها سوياً كل يوم بيومه. المهم أن تكون الخيارات معقولة وضمن الحدود. ويمكن للجدول أن يشمل  نشاطات مختلفة من ألعاب وتحضير مأكولات، الرسم، أمور فنية، مشاهدة أفلام مع تناول الفوشار، او السير في الهواء الطلق. كما يمكن للفتيات، تخصيص يوماً تجميلياً من خلال جلسة ماكياج او تسريحة شعر، كذلك يمكن للعائلة ان تجري جلسة عبر الأونلاين Zoom مع الأقرباء والأصدقاء.

والمهم قبل النوم، ان نعلم الأولاد ان يكونوا ممتنين لما قاموا به يومياً، وأن يقيموا على الأقل ثلاثة أشياء جميلة قاموا بها يومياً، ليشعروا بالراحة والسعادة. ولا يجب معارضة الأولاد اذا اشتكوا من الوضع ومن بقائهم في المنزل وابتعادهم عن أصدقائهم، لا بالعكس على الأهل إيجاد الكلمات المناسبة التي تريحهم.

 

  • قد يحتاج الأطفال للعب مع الأصدقاء، لكن خوف الأهل يمنعهم من السماح لهم بالإختلاط، كيف يمكن إفهامهم حقيقة الوضع؟

ليس من طريقة واحدة، فبالنهاية الأهل يعلمون الأولاد كيفية التعامل مع الأصدقاء بطريقة هم مقتنعين فيها، ويشرحون لهم كيف يحموا أنفسهم، على ألا تكون تعليماتهم صارمة، انما معتدلة ومنطقية، كي لا يشعروا بالخوف. وبالتأكيد سيختار الأهل اصطحابهم الى الأصدقاء الذين هم بدورهم لزمو الحجر المنزلي تماماً مثلهم. والأمر مماثل في الحضانات. فالأهل الذين سيشعرون ب"الثرثبة" بعد عودة أولادهم من الحضانات، فسوف يقومون بإجراءات الوقاية القصوى في المنزل، وهذا سيخيف الأولاد، والأفضل ان يجدوا بديلاً يريحهم هم قبل الأولاد، خشية عدم بث الخوف في قلوبهم.

واذا وجدوا أن ثمة مخاطر في اصطحابهم الى هذه الأماكن، يمكن أن يعتمدوا ألعاباً عبر الأونلاين، اذ ثمة تطبيقات كثيرة تناسب مختلف الأعمار، كما بالإمكان اصطحابهم الى أماكن مكشوفة غير مكتظة يلتقون ببعض الأصدقاء بحيث يمكنهم القيام بنشاطات لا تدعوا الى الاقتراب من بعضهم، كلعب الكرة مثلاً، لأن في النتيجة الولد بحاجة للقيام بنشاطات في الهواء الطلق. وينبغي على الدوام التحدث معهم عن سبل الوقاية بطريقة مبسطة وسليمة.

الإفراط بالثرثبة تزيد من خوف الأطفال

  • هل توثر "ثرثبة" الأهل سلباً على مشاعر الأطفال وتزيد من خوفهم؟

بالطبع ، لأن الولد يفهم من ردات الفعل، فمثلاً قد يشعر بالخوف الشديد اذا وجد ردات فعل الأهل السلبية بحال لمس كرسي او طاولة. وهنا يأتي دور الأهل في اعتماد الأسلوب المبسط لإفهامهم كيفية حماية أنفسهم  من دون إخافتهم. فيمكن إعطائهم معقم اليدين أو مناديل معقمة، ليمسحوا أيديهم بدل تخويفهم، او غسلها اذا كان ثمة مكان لذلك، كذلك ان يشرحوا لهم ان في كل مرة يقومون بغسل أيديهم يساهمون في تجنب نشر الوباء، ويمكن ان يصبح الأمر كلعبة، فمثلاً ان نقول لهم انكم ستصبحون كأبطال مثل superman وbatman ، ونخلص العالم من الوباء. فنشعرهم بالمسؤولية ليشعروا بدورهم ان ما يقومون به مهم جداً ونبيل.

 

  • بعض الأطفال يشعرون بالخوف عند رويتهم لأشخاص يقتربون منهم، كيف يمكن تجنبهم هذا الخوف ؟

بالطبع ينبغي ترك مسافة بين الأشخاص، لكن من المهم ان نشرح للأولاد انه بتركنا هذه المسافة لا يعني ان نخشى هؤلاء الأشخاص، او اننا لا نكن لبعضنا المحبة. من المهم ان ننتبه الى تصرفاتنا تجاه الآخرين أمامهم. فالاحتياطات التي نتخذها تجاه الكورونا، كغسل اليدين، وارتداء الكمامات وعدم الاحتكاك بأحد، يمكن ان تصبح جزءاً من حياتنا الروتينية. فمثلاً يمكن ان نجعل الأولاد يرسمون على الكمامة لتصبح شيئاً خاصاً بهم.   

 

  • وكيف يمكن إعادتهم الى حياة صحية أمنة من دون أن تتأذى نفسيتهم؟

ينبغي ان تكون العودة الى الحياة الطبيعية تدريجياً. اذ لا نستطيع ان نعود مباشرة الى الروتين السابق، انما لا يزال هنالك بعض الاحتياطات التي ينبغي الاستمرار بها، والتحكم بأمور خاصة الى حدود معينة.

 

Comments