Post Image Health

صحتك ما بتحمل، خفف وزن عليها


Sat 2019/08/03

خاص-snobarabia

 

 البدانة مرض، لا تستخفوا به

في تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية تم تصنيف لبنان في المرتبة السادسة بين الدول العربية التسع التي تشهد أعلى مستويات للبدانة في العالم العربي. إذ يشهد لبنان بحسب تقديرات مختلفة نسبة بدانة تتراوح ما بين 18 الى 32% من المجتمع و هذه النسبة الى ارتفاع مضطرد، سريع  ومخيف جداً. وقد دقت هذه الأرقام ناقوس الخطر ودفعت بوزارة الصحة لإطلاق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر البدانة تحت شعار " صحتك ما بتحمل ، خفف وزن عليها" ولتشجيع من يعانون من البدانة على استشارة الأطباء الاختصاصيين لتحديد اسباب البدانة و الطرق الأنسب لمعالجتها و خسارة الوزن بشكل مستدام بغية تحسين صحتهم.  وقد أطلقت وزارة الصحة الحملة بالتعاون مع شركة نوفو نورديسك و جمعية أطباء الغدد الصم و الأكاديمية اللبنانية للتغذية .

ما هي البدانة و ما أبرز مخاطرها؟

البدانة تراكم مفرط للدهون في الجسم و قد صنفتها منظمة الصحة العالمية مرضاً بحد ذاته يؤدي الى زيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى . ولا تقتصر مخاطر البدانة على الخشية من المظهر  الخارجي الذي لا يتوافق مع معايير الجمال و الرشاقة السائدة حالياً وما يرافقه من مشاكل نفسية و علائقية بل إنها ترتبط بالعديد من المشاكل الصحية و تعتبر المسبب الرئيسي لبعضها  بحسب ما يؤكد ممثلالجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم و السكري و الدهنيات الدكتور أكرم شتي. ومنها : مرض السكري من النوع الثاني ، ارتفاع ضغط الدم ، أمراض القلب و الشرايين ، ارؤتفاع نسبة الكولسترول و التريغليسيريد في الدم ، أمراض الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي و الكبد ومشاكل في الصحة الإنجابية إضافة الى تأثيرها المباشر على المفاصل و العمود الفقري مع ازدياد خطر الإصابة ببعض أنواع الأمراض الخبيثة . و بسبب كافة هذه الأمراض فإن البدانة تؤدي الى خفض العمر المتوقع للإنسان.

للحد من هذه المخاطر الصحية لا بد أولاً من التعرف الى اسباب البدانة بغية معالجة الأسباب اولاً للتخلص من البدانة. و تتطلب معالجة البدانة استشارة طبيب مختص لتحديد اسبابها ومعالجتها و من ثم التنسيق مع اختصاصي تغذية لإعطاء الإرشادات الغذائية اللازمة لخسارة الوزن و اتباع نمط حياة صحي. و معروف أن خسارة 5 الى 10% من الوزن تؤدي الى تحسين الصحة و تخفيض خطر  الإصابة بالأمراض الصحية المرتبطة بالبدانة.

 

كيف نقيس البدانة؟

يعتمد قياس البدان على مؤشرين:

  • قياس مؤشر كتلة الجسم
  • قياس محيط الخصر

كتلة الجسم تقاس بقسمة الوزن على الطول للحصول على المؤشر و يعتبر اي مؤشر أعلى من 25 زيادة في الوزن ومن 30 الى 35 بدانة خفيفة ومن 35 الى 40 بدانة متوسطة فيما يعتبر المؤشر فوق 40 بدانة مفرطة.

اما بالنسبة الى مؤشر محيط الخصر فإن أكثر من 94 سم عند الرجال و 80 سم عند النساء  هو إنذار خطر يؤشر الى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالبدانة .  أما إذا تجاوز المؤشر 102 سم عند الرجال و 88 سم عند النساء فالخطر يصبح كبيراً بحدوث أمراض متعلقة بالبدانة.

الحياة العصرية سبب مباشر للبدانة

في كلمته خلال افتتاح الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر البدانة، أشار وزير الصحة الدكتور جميل جبق الى أن اسباب البدانة متعددة و متشعبة ومن ضمنها الأسباب الوراثية ، الهورمونية ، السلوكية و الحياتية و يبقى السبب الرئيسي للازدياد السريع في نسب الإصابة بها تغيير نمط و أسلوب حياتنا اليومية. فبعد ان كنا في السابق مجتمعات زراعية نرزع الأرض و نبذل مجهوداً جسدياً في عملنا و نأكل من خيرات ما نزرع طعاما صحياً . أما اليوم فما عدنا نبذل اي مجهود جسدي في أعمالنا وما نأكله غير صحي في أغلب الأحيان ومشبع بالدهون و السكريات و الوحدات الحرارية و هذا ما يسبب زيادة في الوزن و البدانة . و الى جانب معالجة اسبابها فإن تجنبها و منع حدوثها هو الأهم من خلال اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة البدنية بصورة منتظمة و تناول الأطعمة الصحية.

 

البدانة مسؤولية المجتمع

في كلمتها خلال إطلاق الحملة الوطنية للتوعية من البدانة اعتبرت د. نهلة حولا أستاذة التغذية في الجامعة الأميركية في بيروت ان التأثيرات السلبية للسمنة لا تقتصر فقط على الفرد المصاب بها بل تشمل معه المجتمع و البلد ككل و ذلك لأن نسبة السمنة في لبنان اليوم تعادل 28.8% من إجمالي البالغين بارتفاع ملحوظ يعادل 62% ما بين عامي 1997 و 2007 مع مضاعفة مضاعفة مستويات السمنة لدى المراهقين. فهي تزيد من قيمة الفاتورة الصحية وتقلل من انتاجية الموظفين و تزيد نسبة تغييبهم عن العمل . ولكن إذا كانت الأضرار عامة فالمسؤولية ايضا لا تقتصر على الفرد وحده بل تشمل المجتمع ككل بدءا من العائلة و المدرسة و صناعات الأغذية و المشروبات ومنتجي الأغذية و المسوقين ووسائل الإعلام و الإعلان التي تساهم جميعها في التأسيس لنظام حياة غير صحي يؤدي الى زيادة الوزن و البدانة . و كل هؤلاء إضافة الى الحكومة و المنظمات التي تعنى بالشباب و الأطفال و العائلة و مقدمي الرعاية الصحية ووسائل الإعلام مدعوون الى العمل معاً للحد من زيادة الوزن و إيجاد نظام شمولي يعمل على التوعية و الحث على تغييير اسلوب الحياة و اعتماد التغذية الصحية و ممارسة النشاطات البدنية.

Comments