Post Image Health

الضغط المرتفع بين المعايير الأوروبية ، الأميريكية و اللبنانية


Fri 2019/05/31

خاص-snobarabia

سلّط المؤتمر الذي انعقد بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، الضوء على المبادئ التوجيهية الجديدة لارتفاع ضغط الدم الصادرة عن جمعية القلب الأميركية ، والجمعية الأوروبية لأمراض القلب والجمعية الأوروبية لارتفاع ضغط الدم التي تم نشرها في العامين 2017 و2018 على التوالي. وقد نظّمت المؤتمر كلّية الطب في جامعة القديس يوسف وقسم أمراض القلب في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، بالتعاون مع شركة "سانوفي".

تحديات جديدة في تحديد ارتفاع ضغط الدم

طرحت في المؤتمر المبادئ التوجيهية الجديدة و أبرز المستجدات التي تؤثّر على انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم في جميع أنحاء العالم وكيفية إدارته. إلاّ أن أوجه التباين بين هذه الإرشادات فرضت تحديات كبيرة على مختلف البلدان خارج الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا خصوصاً في غياب المبادئ التوجيهية المتعلّقة بارتفاع ضغط الدم على المستوى المحلّي مثل لبنان.

تمحور النقاش حول المستجدات من المنظور اللبناني، حيث تواجه جمعية أمراض القلب معضلة حول أي من الإرشادات الصادرة يجب اعتمادها خصوصاً وأن أطباء القلب في لبنان معظمهم تلقّوا تدريبهم إما في الولايات المتحدة الأميركية أو في أوروبا.

وحول الموضوع، قال البروفسور محمد حيدر، ممثلاً وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق: تقوم وزارة الصحة العامة، من ضمن استراتيجيتها، بتشجيع الدراسات الوطنية، لأن نتائجها توفّر بيانات محلية، تضع أسس علمية لإدارة الأمراض المنتشرة ومنها الضغط المرتفع. هذا فضلاً عن مساهمتها في إصدار السياسات الصحية المناسبة بدلاً من الاعتماد فقط على الدراسات الأوروبية والأميركية".

الأبحاث السريرية لتحديد معيار ارتفاع الضغط

البروفيسور رولان طنب، عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف قال: "نحن نولي أهمية كبيرة للأبحاث السريرية والوبائية في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، لأننا على ثقة أن النتائج ستساهم في تحسين إدارة الأمراض المزمنة الشائعة".

تغطي الاكتشافات ثلاثة محاور:

المحور الأول والأهم هو تعريف ارتفاع ضغط الدم الذي أصبح حسب المبادئ التوجيهية الأميركية 130/80 مم زئبق وما فوق، بينما حافظت المبادئ التوجيهية الأوروبية على تعريف ارتفاع ضغط الدم على أنه 140/90 مم زئبق وما فوق.

المحور الثاني هو تعريف السيطرة على ضغط الدم: فقد أوصت المبادئ الجديدة الأميركية بضرورة المحافظة على ضغط دم أقل من 130/80 مم زئبق لجميع المرضى، بينما اعتبرت المبادئ الأوروبية أنه يكفي تخفيض المستوى إلى أقل من 140/90 مم زئبق، على أن يكون الهدف المرتقب هو التوصّل إلى مستوى أقل من 130/80 مم زئبق للمرضى الذي لا يتجاوز سنهم 65 عاماً.

المحور الثالث يوصي باستخدام العلاج المركّب في حبة واحدة، كعلاج أولّي للمرضى الذين يعانون من ضغط الدم الذي يتجاوز 140/90 مم زئبق.

ثلث اللبنانيين يعانون من ارتفاع الضغط

من جهته، قال البروفيسور أنطوان سركيس رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض القلب :استناداً لأحدث الدراسات المحلّية التي أجريناها في العام 2015 في جامعة القديس يوسف ومستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، تبيّن أن شخصاً واحداً من بين كل ثلاثة يعاني من ارتفاع ضغط الدم في لبنان، في حين 50٪ فقط منهم يخضعون للعلاج ونصف هؤلاء يعمد إلى السيطرة على ضغط دمهم- أي أن واحداً من كل أربعة أشخاص فقط يتحكّمون بضغط دمهم. وقد اعتمدت هذه الدراسة على تعريف ضغط الدم أنه 140/90 مم زئبق، أما الأشخاص الذين يخضعون للعلاج فضغط دمهم أقل من 140/90 مم زئبق. الآن، مع اختلاف التعريفين بين المبادئ الأميركية والأوروبية، لا بدّ من إعادة تقييم المشهد المحلّي حتى نتمكن من الاتفاق على تعريف واحد لارتفاع ضغط الدم يناسب لبنان لأن هذا القرار سيكون له تأثير كبير على نظام الرعاية الصحّية ككل".

مخاطر الاستخفاف بارتفاع الضغط

رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى "أوتيل ديو دي فرانس" البروفسور ربيع عازار علّق على الدراسة الجديدة بالقول: "إذا استندنا لنتائج الدراسة التي أجريناها في العام 2015، وقررنا تطبيق التعريف الأميركي الجديد لارتفاع ضغط الدم في لبنان، يصبح معظم اللبنانيين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وبمفهوم ثقافتنا، نرى أن الأمر سيقلل من خطورة المرض طالما أن "الجميع مصاب به". من حيث الأرقام، 58٪ من السكان سيتم تصنيفهم على أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أي 68٪ من الرجال و45٪ من النساء. كما أن تصنيف الذين يتراوح ضغط دمهم بين 130-139 مم زئبق و/ أو 80-89 مم زئبق على أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم يتخطى مواردنا المحدودة وحتى إذا نجحنا في توفير العلاج لهم، هذا قد لا يؤدي إلى انخفاض كبير في نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية".

 

Comments