Post Image Health

قصورعضلة القلب: تعرف إليه لتتعايش معه بسلام


Sun 2019/05/12

 خاص  snobarabia

مع كل دقة قلب تتدفق الحياة في الشرايين وينتشر دفئها في كل اعضاء الجسم ، و بعد كل نبضة قلب يننتفض الجسم على فضلاته و ويحملها مثقلا ًالى القلب ، الى آلة الحياة تلك التي لا تهدأ، ليقذفها نحو الرئتين لتتنقى و ترجع إليه وكأنها متطهرة ، نقية غنية بأكسير الحياة. و تعود الدورة الى بدايتها و تستمر معجزة الحياة بفضل تلك العضلة الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها قبضة اليد. و لكن ماذا لو تعبت ، ماذا لو قصرت و صار عبئاً عليها الاستمرار في ضخ دورة الحياة بزخم؟ قد تتحامل على نفسها لبعض الوقت فيسعى القلب جاهداً لإتمام وظيفته ولو متثاقلاً، و لكن بعد حين يرزح تحت ضعفه وقصوره وتتحول قوته مرضاً تتاثر به سائر الأعضاء وتختل دورة الحياة ككل.

 إنه قصورعضلة القلب المرض الذي يصيب %2 من سكان العالم فتعالوا نتعرف إلى أعراضه و علاجاته وسبل الوقاية منه مع انطلاق حملة " قوي قلبك، رغم قصوره " التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض القلب و نقابة الممرضين اللبنانيين ومن تنسيق د. هادي سكوري.

 

متى يحدث قصور القلب؟

حين تضعف عضلة القلب أو تتضرر الصمامات لا يعود القلب قادراً على ضخ الدم المحمل بالأوكسجين و المغذيات الى الجسم كما تتباطأ عملية انقباض القلب و تعبئته فتدخل كميات اقل من الدم إليه أو يتدفق الدم باتجاه رجعي في الأوردة و الرئتين. نتيجة هذا الخلل في وظيفته كمضخة تتاثر اعضاء الجسم كلها و نتيجة تدفق الدم باتجاه رجعي في الأوردة و الرئتين قد تتراكم السوائل في الرئتين او تحتبس في الأنسجة ما يسبب تورماً في الساقين. بداية يحاول القلب التأقلم مع ضعف عضلته هذه لكن ذلك يزيد من تعبه و يضعفه أكثر فاكثر.

من هم المصابون بقصور القلب؟

بحسب الإحصاءات العالمية ثمة 2% من سكان العالم يعانون من قصور في عضلة القلب و في لبنان العدد يتراوح بين 70000 و . 80000 ويحدث قصور القلب في غالبيته عند من تجاوزوا ال60 من عمرهم لكن قد يطرأ في أي عمر كان نتيجة اسباب متعددة، خلقية او حياتية ومنها:

  • حدوث نوبة قلبية سابقة، انسداد شرايين القلب ، ارتفاع ضغط الدم ، التهاب عضلة القلب ، اختلال خلقي في القلب او خلل في الصمامات ووجود مرض السكري.
  • و قد تعود الأسباب ايضا الى اتباع نمط حياة غير صحي مثل الإفراط في تناول الكحول، تعاطي المخدرات او العقاقير المنشطة او اثر تناول بعض انواع العلاجات الكيماوية لمرض السرطان.
  • تسبب بعض الأمراض قصوراً في عضلة القلب مثل أمراض الكلى او خلل الغدة الدرقية او فقر الدم او مشاكل في الرئتين.

 

ما هي أعراض قصور عضلة القلب؟

تتنوع عوارض قصور القلب و قد يتشابه بعضها مع اعراض مرضية اخرى من هنا على المريض استشارة الطبيب دون تاخير إذا شعر بتزامن أكثر من واحد من الأعراض التالية:

  • زيادة في الوزن سريعة او مفاجئة تأتي نتيجة احتباس المياه في الرئتين او البطن او الاطراف السفلية او العلوية.
  • ارهاق مزمن وتعب لا سيما عند القيام بأعمال بسيطة.
  • ضيق في التنفس بسبب تجمع المياه في الرئتين.
  • صعوبة في النوم ولا سيما على الظهر و الحاجة الى وضع وسادة تحت الراس.
  • سعال مزمن قد يرافقه بلغم او دم نتيجة تجمع السوائل في الرئتين.
  • انحطاط شديد وعدم القدرة على مغادرة الفراش لا سيما في الحالات المتقدمة.
  • تورم في الكاحلين او القدمين او البطن.
  • فقدان الشهية و الغثيان وغالبا ما يحدث هذا الأمر عند وجود تورم في البطن.
  • تسارع دقات القلب خاصة عند القيام بأي نشاط جسدي.

 

أبرز الفحوصات للتعرف الى حالات قصور القلب


      - الصورة البيانية الكهربائية للقلب او ما يعرف بتخطيط القلب ECG

  • تحاليل الدم
  • معاينة سريرية من قبل الطبيب المختص
  • صورة اشعة للصدر
  • تصوير صوتي للقلب Echocardiography

 

الإجراءات الوقائية لتحسين الحياة اليومية لمرضى قصور القلب

قصور القلب لا يعني ان القلب على وشك ان يتوقف عن أداء وظيفته بل أنه يجد صعوبة في تلبية حاجات الجسم وخاصة خلال القيام بنشاط معين. و لكن لحسن الحظ ثمة اساليب وقاية و تعديلات في اسلوب الحياة تساعد المريض المصاب بقصور في عضلة القلب في تحسين اداء قلبه ومتابعة حياته بشكل عادي.

  • الحد من كمية السوائل المتناولة لأن احتباس الماء و الملح يؤدي الى زيادة كمية السوائل في الدم ويضطر القلب للعمل بقوة لدفع هذه الزيادة في كمية الدم الى اجزاء الجسم ما يضعفه اكثر فاكثر.
  • اتباع نظام غذاء صحي يراعي وضع القلب: اي قليل الملح لتخفيف احتقان المياه في الرئتين و باقي الجسم.
  • تناول الأدوية بانتظام و الالتزام التام بها: اي بعددها و مواعيدها وتناولها مع او خارج وجبات الطعام و الالتزام بارشادات الطبيب .
  • قياس الوزن يوميا: و بشكل دقيق و منتظم و اعلام الطبيب بأي زيادة في الوزن في مدة يومين.
  • فحص الضغط يوميا:للتأكد من انتظامه .
  • الامتناع عن التدخين لأنه يخفض نسبة الأوكسجين في الدم.
  • تجنب الكحول الذي يضعف عضلة القلب.
  • ممارسة نشاط رياضي معتدل مثل المشي ثلاث مرات يوميا لفترة قصيرة.
  • اللجوء الى الراحة لمدة نصف ساعة على القل خلال اليوم و الموازنة بين الراحة و النشاط البدني.

 

في الختام لا بد من القول ان وعي المريض لمرضه وفهمه لآلية عمل القلب و للاعراض الناجمة عن قصوره يساعده على الالتزام بالتدابير الوقائية وعدم تخطي الحدود التي تدخله في دائرة الخطر ليستمتع بغالبية الشياء التي يحب القيام بها.

Comments