Post Image Interview

شابات من لبنان كابتن طيران يتحدين المجتمع الذكوري بثقة وشجاعة


Tue 2019/03/27

خاص - snobarabia

 

من قال أن عمل المرأة يتوقف فقط على دورها كزوجة وأم وسيدة مجتمع، وأن ليس باستطاعتها الدخول إلا الى بعض المهن البسيطة؟  فالمرأة توازي الرجل على مختلف صعد الحياة وها هي اليوم تتبوأ أهم المراكز لتصبح الوزيرة والسفيرة وسيدة الأعمال، وتمارس مهناً كانت حتى وقت قصير تقتصر على الرجال، لا شك ان الوضع قد تغير ، وحلم كل امرأة صار كبيراً جداً، وطموحاتها لا تقف عند الأعمال الأنثوية الروتينية. ومع بروز دورها الفعال في السياسة والمجتمع، ها هي تختار مهنة كانت تقتصر حتى الأمس القريب على الرجال باستثناء عدد صغير من النساء اللواتي خضنها، مهنة قيادة الطائرات، او كابتن الطيران. فكم يسعدنا أن نسمع شابات متحمسات لخوض هذه المهنة رغم صعوبتها وضخامة المسؤولية التي يفترض أن يتحملها الكابتن.

يارا درويش، أنجلا مراد، ستيفاني جاد كتيلي وإريكا شبير، 4 شابات قدمن على مهنة كابتن الطيران بكل ثقة وشجاعة ليتحدين كل من وقف في طريقهن، او عارضهن أو نصحهن بعدم خوض هذه التجربة الصعبة.

كل واحدة منهن تروي بسعادة وحماس ما الذي دفعها الى اختيار هذه المهنة، وما هي الصعوبات التي وقفت في طريقها و طريق نجاحها.

 

إريكا شبير أنا فتاة شجاعة وأحب التحديات

 

أنا ثاني كابتن طيران شابة بعد 23 سنة على غياب الشابات عن هذا المجال  في لبنان، وأعمل فيه منذ سنة ونصف. من عمر ال 16، كنت أقرأ كل ما يتعلق بالطيران، وأتابع أخباره. كما أن خالي كان طياراً، فكنت دائماً أتحدث معه ومع شقيقي عن أمور الطيران، وأتخايل نفسي دائماً أنني أقود الطائرة.مع الوقت صرت مولعة به، واكتشفت أن هذا ما كنت أبحث عنه. الأمر الذي، دفعني للتقدم الى مهنة كابتن، بالإضافة الى أنني أحب التحديات، وهذه مهنة غير سهلة، وفيها الكثير من  التحديات وتحتاج الى الشجاعة، وهي أمور أتحلى بها ودفعتني لأن أقدم على هذه الخطوة الشيقة بالنسبة الي..

لم يكن أهلي على علم بولعي بالطيران، ولم أصارحهم بالأمر، الا عندما وجدت إعلاناً يتعلق بافتتاح دورة تختص بهذا المجال، أخبرتهم بأنني أريد دخول مهنة الطيران، وكانوا متفهمين جداً وشجعوني كثيراً ووقفوا الى جانبي في قراري. على عكس ما يعتقده البعض، كان أهلي يريدون بأن أدخل المجال الذي أحبه والذي يسعدني. بعض المعارف وجدها فكرة غير صائبة أومناسبة لفتاة، اذ رأوا  فيها النواحي السلبية، وكانوا ينبهونني انه عندما أتزوج سيكون لدي عائلة، وسيكون العمل في الطيران متعباً وشاقاً بالنسبة الى امرأة متزوجه  لديها عائلة.  انما تشجيع أهلي وخالي كان كافياً لأتابع ما أريده. كما شجعت نفسي، لأنني أعلم ماذا أريد وأعرف أنني سأنجح.

بالنسبة الى الركاب، اعتقد أن كثر يطمئنون أكثر للكابتن الذكر، ولا زال بعض الأشخاص لا يتقبلون فكرة قيادة المرأة للطائرة، ولا سيما اذا كانت شابة، فهم ربما لا يثقون بطاقة هذه الشابة، انما من ناحية أخرى هنالك أشخاص يتقبلون الفكرة ويشجعونني على هذا العمل ويثقون بي. 

 

طموحي أن أصبح كابتن وكابتن مدرب، وأن استطيع تدريب الطلاب الجدد –officer ، وإسداء  النصائح إليهم مع الوقت، وأن اصل الى المراتب العالية بسرعة وبطريقة صحيحة. كما أنني أشجع الشابات على دخول هذا المجال،  او أي مهنة أخرى يحبونها من دون خوف أو تردد.

 

أنجيلا مراد: أتمنى أن نرى أعدداً أكبر من الشابات يتقدمن الى مهنة كابتن الطيران

 

حبي للطيران جعلني أدخل هذا المجال.  فإذا احببنا عملنا، نكون مستعدين للتضحية بكل شيء من أجله رغم كل الصعوبات.

لقيت التشجيع من أهلي منذ اللحظة التي قررت فيها دخول هذه المهنة. فقد قمت بالبحث المعمق عن كل تفاصيل الطيران، واستمر أهلي بدفعي لتحقيق حلمي، والوصول الى النجاح.

أثابر كثيراً على التعمق في مهنة الطيران، لأنها ليست مهنة سهلة، وليس باستطاعة الجميع القيام بها، فهي تتطلب المثابرة والدراسة العميقة والتدريب المتواصل، والشجاعة والتحدي. وهذا ما أقوم به لأصل الى النجاح، وأنال ثقة من حولي.

في السابق لم يكن المجتمع يتقبل أن تدخل المرأة مجالات المحاماة او الطب، اما اليوم فقد تغير الوضع، ولم يعد المجتمع يتقبل فقط المهن التي كانت تحسب على الرجل، بل بات يشجع عليها، وأقصد هنا ايضاَ قيادة الطائرات.

اما بالنسبة الى البعض ممن لا يثقون بالسيدة لتكون كابتن طيران، فأنا أقول لهم، انهم في أيد أمينة. . فالاختبارات والتمارين والدراسات التي نقوم بها هي نفسها لكل كابتن الطيران رجالاً كانوا أم نساء، لذا لا داعي للخوف من أن تكون المرأة هي الكابتن التي تأخذ الركاب في رحلة آمنة الى أي وجهة من العالم. و أتمنى من الجميع أن يضعوا ثقتهم بنا، فنحن تماماً كالكابتن الرجل نحلق بهم بأمان.

طموحي أن أصبح كابتن، بعد أن أتمكن جيداً من قيادة الAirbus  320 وA330 ، وأتمنى أن نرى في المستقبل القريب شابات كابتن بأعداد أكبر.

 

 

  

يارا درويش من مضيفة الى كابتن طيران

 

أعمل كمضيفة  طيران منذ أربع سنوات، وسوف أتوجه الى اسبانيا في شهر حزيران – يونيو، لأبدأ بدراسة الطيران. بدأت عملي في عمر ال 19 ، ثم وجدت أنني لا أستطيع أن اترك هذا المجال. تعلقت به كثيراً، مع العلم أنه قُدمت الي عروضاً كثيرة حتى خارج لبنان، لكنني انتمي الى هذا البلد وهذا المجال. ونظراً لتعلقي به راودتني فكرة التقديم على قيادة الطيران لأصبح كابتن.

في البداية بدت الفكرة غريبة لكثير من الأشخاص، انما عندما دخلت في أجواء التقدم لدراسة الطيران، شعرت أن كثر تحمسوا لحماسي، حيث لاحظوا كم  الجهد الذي أبذله ، و انهم أرادوني ان اصل الى النهاية، وهذا شعور جميل جداً.

لأنني كنت مضيفة طيران، كثر من زملائي كانوا سعيدين لما وصلت اليه ، ووقفوا الى جانبي، وكذلك فعل كل العاملين في الشركة. اذ اعتبر اول مضيفة طيران تدرس مهنة قيادة الطائرات ، وأتمنى الآ أكون الأخيرة. وانا متأكدة ان الكثير من الشابات سيتشجعن لخوض هذه التجربة من مضيفات او شابات يرغبن بهذه المهنة.

 

الوصول الى قيادة الطائرات  يتطلب عملاً كبيراً وبذل الكثير من الجهود،  ان من ناحية الدراسة او التمرين والمثابرة، لا سيما وان المنافسة قوية جداً، وعلى الشخص الذي يود الوصول الى هدفه ان يثابر وأن يبذل كل طاقاته. وأن يكون صبوراً لأن مرحلة الإختبار طويلة، ويجب أن يعطي أفضل ما لديه. لأن الامتحان لا يتوقف فقط على طيران الشرق الأوسط MEA انما  المدرسة الاسبانية أيضاً هي التي تقوم بالإمتحانات والمقابلات في لبنان، ولديها الرأي في هذا المجال.

 

مهنة كابتن الطيران فيها مسؤولية كبيرة جداً ولا يمكن لأي كان أن يقوم بها. تحتاج الى عدة مراحل ومستويات للنجاح فيها ، فمن يود أن يصبح طائرة، عليه ان يتمتع بصفات معينة، بالإضافة الى اجتهاده ونجاحه في الدراسة. هناك المسؤولية الملقاة عليه،  فالكابتن يتعرض للكثير من المواقف اليومية في عمله، ويضطر ان يأخذ قرارات صحيحة وسريعة في الوقت نفسه. ويستمر بالخضوع لامتحانات وتدريبات حتى بلوغه عمر الستين او ال64. يجب ان يتابع العمل على نفسه جسدياً وصحياً ونفسياً ، ومن ناحية الدراسة والمعرفة، عليه أن يستمر بالعمل على تطوير نفسه ومعلوماته.

 

ستيفاني جاد كتيلي: لا يجب أن يكون ثمة تمييز بين المرأة والرجل في أي مهنة

 

أن يكون المرء كابتن طيران هو تحد كبير ومسؤولية، لكننا مدربين بشكل ممتاز في طيران الشرق الأوسط لنتمكن من تخطي المصاعب والتحديات. فالأمر يحتاج الى الكثير من التدريب. ونحن نتدرب وندرس باجتهاد وصرامة منذ اللحظة الذي نوقع فيها على اتفاق مع MEA وحتى نصبح في سن التقاعد. عندما تكون رغبتنا الوصول الى هدف معين، نستمر في العمل الجاد ونتحدى أنفسنا من أجل  أن نكون الأفضل في كل يوم من حياتنا .

لقد لقيت التشجيع من عائلتي وأصدقائي لدخول مهنة الطيران، لا سيما وأن والدي كان كابتن طيران لمدة 40 سنة في طيران الشرق الأوسط. وهذا أيضاً كان تشجيعاً إضافياً بالنسبة الى لمتابعة هذه المهنة. فأنا أصريت على تحقيق حلمي، فقدمت على شركة MEA لأتمكن من متابعة عملية التحدي الصعبة وأحصل على الموافقة، وهذا الأمر لم يردعني أبداً عن العمل باجتهاد ودفعني أن أكون صبورة، وألا استسلم  لأنني أؤمن بأنني أستطيع أن أنجح في هذا المضمار.

جزء من المجتمع لا زال يملك عقلية التمييز بين المرأة والرجل، اذ باعتقادهم أن هذه المهنة خاصة بالذكور وليس الإناث، فيما البعض الأخر يشجع الشابات على الدخول في هذا المجال. شخصياً، أؤمن بأنه لا يجب أن يكون هناك تفرقة بين الرجل والمرأة في أي نوع من المهن، لأن في النتيجة كلانا نتدرب بالطريقة نفسها ولدينا المسؤولية ,والكفاءة نفسها.

نحن مدربون على أن نكون في  المستوى المطلوب. ونقول للجميع أن يكون  لديهم ثقة أكبر فينا تمامًا مثلما نثق نحن في قدرتنا على قيادة الطائرة والهبوط بأمان لنمنح الراحة والأمان للركاب.

طموحي أن استمر في الدراسة والتدريب حتى أصبح كابتن، وربما كابتن مدرب، اذ ما كنا لنصل الى هذا المكان لو لم يكن لدينا مدربين كفوئين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Image gallery

Comments