Post Image STARS

ريتا حايك: أمومتي جعلتني أنضج كامرأة و أريد لأبني ان يفخر بعملي


Wed 2019/03/20

 خاص snobarabia

ممثلة من طراز مختلف، طرقت باب النجومية عن طريق الموهبة والحضور والاداء الصادق. لم تختر ريتا حايك  يوماً الدرب السهل، فأعمالها كلها كانت تحديات صعبة نجحت من خلالها في إثبات نفسها وجعل اسمها رقما صعباً في عالم الدراما اللبنانية كما في المسرح و السينما. طموحها أوصلها الى الأوسكار لكن قدميها بقيتا راسختين في الأرض. تحدت نجحت و أكملت مسيرتها  لكن تحديها الأكبر كان الأمومة وشكلت ولادة ابنها "جورج" حدثاً في حياتها تخطى كل ما عاشته سابقاً من تجارب ونجاحات . عن الأمومة والفن والنجاح كان هذا اللقاء مع ريتا حايك .

 

  • كيف عشت مرحلتي الحمل والولادة؟
  • حملي كان سهلاً وخالياً من أي مشاكل كنت خلاله أمارس الرياضة يومياً و أقوم بتمارين ال squatsو ال planks و رفع الأوزان الخفيفة وسافرت ثلاث مرات وكنت أقوم بنشاطات واسبح واعيش حياتي بشكل طبيعي. وتابعت التمارين حتى الأسبوع الأخير قبل الولادة.

لكن الولادة كانت طويلة و استمر المخاض 28 ساعة و قد اخترت الولادة الطبيعية وكان ذلك أكبر تحد ووجع أحسست به في حياتي لكن ثمرته كانت أجمل هدية لي من الكون رافقتها أكبر كمية حب شعرت بها في حياتي. لا استطيع التعبير كفاية عما شعرت به لأنني لا زلت أتأثر جداً و تضيع مني الكلمات . لم أكن أتخيل يوماً أن أحب إنساناً الى هذه الدرجة.

الأمومة جعلتني لبوة

  • كيف تصف ريتا حايك نفسها كأم؟

في الأشهر الأولى كنت كاللبوة أود ان أحمي ابني وأغذيه و اقويه كنت أخاف عليه من كل شيء و اشعر انه سريع العطب و بحاجة الي لأحميه، اليوم بعد ثلاثة اشهر بت اكثر هدوءاً لا سيما و أنه بدأ يفتح عينيه ويضحك ويتفاعل معنا. صرت اشعر أن مناعته باتت اقوى ويمكنني ان أخفف قليلاً من هوسي فلا أحمله طوال الوقت أو أغنجه باستمرار.

أنا عادة، في كل ما اقوم بها أعطي كل ما عندي فكيف بالأمومة؟ لقد أرضعت ابني في الأشهر الاولى و اليوم أضخ له الحليب لأتأكد انه ينال التغذية الصحيحة. ليس الأمر سهلاً بالطبع و يحتاج الى وقت و تفرغ و تضحية وصبر لكن هذه المرحلة يعيشها الإنسان مرة في الحياة و ساقوم بكل شيء لأكون معه. و هنا أود أن اركز على أهمية الرضاعة الطبيعية و حليب الأم بالنسبة للطفل.

 

  • ماذا غيرت فيك تجربة الأمومة؟
  • لقد منحتني الأمومة كمية حب لم أكن اشعر بها من قبل فاليوم حيثما أذهب تفكيري و كياني كله مع ابني. وولّدت لدي غريزة لم تكن موجودة سابقاً هي غريزة الحماية، فهمّي ان أحمي هذا الإنسان الصغيروأغذيه وأكبره. الأمومة جعلتني أنضج كامرأة وهذا بالطبع سيؤثر على فني و أدائي لأي دور ألعبه. من جهة أخرى بت أقدر أمي أكثر، أمي التي هي مثالي الأعلى في الحياة، و أقدر كيف ربت ثلاثة اولاد دون ان تلقى مساعدة أحد، اليوم فهمت من خلالها و من خلال حملي و تربيتي لابني كم أن المرأة جبارة وقوية كالصخرة تجمع بين القوة البدنية و القدرة الفائقة على العطاء.

 

تزداد قوة المرأة مع رجل يسندها

 

  • هل تغيرت علاقتك بعائلتك بعد الإنجاب؟
  • عائلتي اليوم أقرب إلي من أي وقت مضى و سعيدة ب"ستو و جدو و خالو وخالتو". الطفل يلم العائلة و يجمعها ويزيد المحبة في البيت صرنا نمضي أوقاتاً حلوة أكثر كعائلة.

 

  • ما كان دور زوجك في هذه المرحلة؟
  • أنا محظوظة بزوجي، منذ ولادة ابني ساعدني في كل شيء من تغيير الحفاضات الى الحمام و النوم .لا شك ان المرأة قوية و تستطيع القيام بكل شيء بنفسها ولكن حين يكون بقربها رجل يسندها تزداد قوتها، ويشعر الطفل بهذا الرابط القوي الذي يجمع بين والديه و هذا بالطبع يترك تأثيره عليه.

 

  • أتعتقدين أن الأمومة يمكن أن تأخذك من الفن و تحد طموحك فيه؟
  • في هذه المرحلة الدقيقة التي يكبر فيها ابني لاأاريد الابتعاد عنه ، ولا أود أن يأخذني التصوير لساعات أو أشهر بعيداً عنه و لا أرى نفسي مستعدة لذلك حالياً. و لكن مع الوقت لا اعتقد ان شيئاً سيتغير في مهنتي بل سأبقى صادقة مع نفسي وخياراتي وسوف أختار كل مرة عملاً أحلى مما سبقه يحمل لي تحدياً جديداً. أنا أطمح الى الأعلى لأنني أود أن أكون قدوة لابني ومصدر إلهام له وأن يكون فخوراً بأمه وبما حققته في حياتها كما يفخر بوالده و بعمله. اما إذا أرادني ان اغير شيئا من اجله فأنا مستعدة.

 

أحلامي في الفن تتحقق

 

  • بالعودة الى الفن، عملت في السينما و المسرح و التلفزيون فأي منها تفضلين؟

 

  • لست مضطرة للاختيار ما بين المسرح و السينما و التلفزيون بل على العكس يمكنني العمل في المجالات الثلاث والنجاح بها. فمسلسل ثواني الذي ألعبه حاليا من أفضل الأعمال الدرامية على الشاشة ، و أول فيلم سينما لعبته وصل الى الأوسكار و مسرحية Venus  نالت نجاحاً كبيراً و عرضناها في باريس وصار لدي وكيل فني هناك بسببها. وحاليا ثمة مشروع عمل مسرحي مع جاك مارون فقد اشتقت للمسرح. كما أقوم ببداياتي في السينما الأوروبية التي ربيت عليها و أعشقها. الأهم ان يشكل كل عمل أقوم به تحدياً جديداً لي وان يعلمني ويكبرني . وحتى الغياب عن الأعمال لا مشكلة لدي فيه لأنني استفيد منه فكريا ونفسيا وأعود بطاقة واشياء جديدة. واليوم بعد الأمومة لدي الكثير لأعطيه.

 

  • دخلت السينما الإيطالية كيف تم ذلك وكيف جدت هذه التجربة الجديدة؟

 

  • خلال عرض فيلم القضية 23 في مهرجان البندقية السينمائي شاهدني المخرج الإيطالي Alessandro Lunardelli ومن ثم تواصل معي و كنت لا أزال حاملاً في تلك الفترة و عرض علي نصاً طليانياً احببته جداً. دوري في الفيلم فتاة لبنانية تدعى جميلة تعمل في الUN و تقع في حب جندي طلياني و تحدث مشاكل على الحدود بين سوريا و لبنان . و الفيلم يحمل اسم "la Regola D’Oro " وقد تم تصويره بين إيطاليا و المغرب و سينزل في الصالات الأوروبية و ثمة احتمال ان يشارك في مهرجان السينما الأوروبية في بيروت. وقد كان هذا حلما من أحلامي وتحقق.

 

  • لقد وصلت الى الأوسكار وهذه لا شك تجربة مميزة و فريدة. ماذا حملت لك؟

 

  • تجربة الأوسكار كانت حلماً، شيئاً كالخيال. لقد عشت سابقاً مدة سنة في لوس أنجليس و درست التمثيل في مدرسة اسمها Stella Adler يفصل بينها و بين  Dolby Theater حيث يجري حفل الأوسكار مجرد طريق . ومن سخرية القدر أنني كنت أحلم هناك بالأوسكار لكنني عدت و طرقت بابه من لبنان من خلال السينما اللبنانية وعبرفيلم لبناني. حين توجهنا الى هناك طرقت باب مدرستي و قابلت معلمتي وكان الجميع فخورين بي و بعودتي الى لوس أنجليس بفيلم مماثل. لقد عرفت من خلال تجربة الأوسكار أن كل شيء ممكن في الحياة و أن الأحلام يمكن ان تتحقق حين يتعب الإنسان ويجهد و يحترم مهنته و يأخذها بمسؤولية و جدية ويقوم بخيارات صحيحة وأن لاشيء يحدث صدفة . فالممثل مثل الرياضي  عليه أن يجهد ويتمرن باستمرار لتحسين ادائه و ان يغذي فكره بكل ما حوله.

 

  • لقد شاركت في عملين يحملان توقيع المخرج سمير حبشي فهل تجدين صعوبة في العمل مع سواه؟

 

  • سمير حبشي استاذي و حبيب قلبي هو أول كاميرا وقفت أمامها و كنت لا ازال طالبة . شهادتي فيه مجروحة فقد علمني أشياء كثيرة وهناك كيمياء خاصة بيننا تجعل العمل معه حلو. و لكن هذا لا يعني ألا أعمل مع سواه وثمة مخرجين أحب ان أعمل معهم.

 

نجاح "ثواني" من نجاح ممثليه الرائعين

 

  • الى ماذا برأيك يعود النجاح المدوي لمسلسل" ثواني" ؟

 

  • "ثواني" نجح لأن ممثليه رائعون، ليس فقط كممثلين محترفين بل كاشخاص و هذا يظهر بوضوح في العمل. قبل أن يعرض كنت أردد أمام الناس انتظروا لتروا شابتين مميزتين هما ستيفاني عطالله وتانيا فخري، ممثلتان موهوبتان من الجيل الجديد والأهم أن رجليهما على الأرض تشتغلان بجدية و تتعبان على دورهما . كل منهما "لابسة دورها" و الطريق امامهما ممتاز. و نيكولا مزهر فظيع وكل ممثل ملائم تماماً لدوره وهذه برأي نقطة القوة في العمل .

 

أما بالنسبة لعمار شلق فأظنه يلعب دوراً مفصلياً في حياته وقد قلت له سابقاً أنه سيكون دور حياته. فكل الناس اليوم تتكلم مثل شخصية رائد وتستخدم كلماته و هذا دليل على نجاح الشخصية الكبير.

  • أخيراً الكل يتساءلون كيف استعادت ريتا حايك رشاقتها بهذه السرعة بعد الولادة؟
  • لم استعدها كلياً بعد. لقد أخذت في حملي 20 كيلو أزلت منها 16 و لا يزال أمامي أربعة لأنني ما زلت أرضع ابني. لكنني عدت الى الرياضة بعد 40 يوماً من الولادة و اليوم أتمرن واقسوعلى نفسي قليلاً وأتناول طعاماً صحياً. لكن الكيلوغرامات وسرعة خسارتها غير مهمة برأي لأن هذا الجسم قد أعطى الحياة لمخلوق جديد .( لكنها تستدرك ضاحكة " صحيح السرعة مش مهمة بس قرّب الصيف")

 

Image gallery

Comments