Post Image Family Health

مؤتمر Oncofertility Symposium في مركز كليمنصو الطبي يطرح الإشكالية بين السرطان و الخصوبة


Tue 2018/11/27

خاص - snobarabia

الإصابة بالسرطان صدمة يتلقاها المرء بصعوبة وتهز كيانه النفسي و الاجتماعي بالقدر نفسه الذي تزعزع به كيانه الصحي.  ويصبح الهدف الأول مواجهة السرطان ، معالجته و الانتصار عليه. و في خضم هذه المعركة الشرسة يصبح كل اهتمام آخر ثانوياً. ولكن ماذا لو كان المريض في مقتبل حياته وفي سن الزواج و الإنجاب و تأسيس عائلة؟ هل يضع هذا الحلم جانباً و يمحوه من حياته أم يناضل ليبقيه حياً بقدر مناضلته في مقاومة السرطان؟ هذه الإشكالية بين السرطان و الخصوبة كانت موضوع المؤتمر الذي نظمه مركز كليمنصو الطبيCMC تحت عنوان  Oncofertility Symposium في بيروت  لطرح الحلول الممكنة للحفاظ على الخصوبة خلال رحلة العلاج من السرطان وشارك فيه عدد من الطباء المختصين بالسرطان و العقم.

 

للمرة الأولى في لبنان يتم تناول موضوع العلاقة بين الخصوبة و السرطان ، و للمرة الأولى يتم كسر هذا ال"تابو" وطرح الموضوع بوضوح و شفافية لتقديم آخر ما كشفته الأبحاث العلمية من حلول للحفاظ على الخصوبة رغم تأثيرات السرطان المباشرة عليها أحياناً أو تاثيرات العلاجات والأدوية المستخدمة لمحاربة السرطان.

الخصوبة طاقة أمل مفتوحة أمام مرضى السرطان

لكن قبل الدخول في الحلول لا بد من طرح المشكلة التي غالباً ما يتجاهلها المرضى و أهلهم و حتى الأطباء، ألا وهي الحفاظ على الخصوبة. فالمريض او المريضة الشابة ينصب تركيزهما على العلاج و ليس إنشاء عائلة مستقبلية كما أن الأطباء غالباً ما يفكرون بمواجهة الخطر الحالي المهدد للحياة ويغفلون الحديث عن موضوع الخصوبة قبل المباشرة برحلة العلاج ولا يقدمون الإمكانيات المطروحة للحفاظ عليها.وهي إمكانيات متوافرة بشكل عملي بسيط يمكن للطبيب النسائي المختص بالخصوبة و تقنيات الحمل المساعدة القيام بها بفاعلية .

 

في المجال الطبي من المعروف ان ثمة أنواع من السرطانات لها تأثير مباشر على إنخفاض معدل الخصوبة لدى المريض  ومنها اللوكيميا، الساركوما، اللمفوما، سرطان عنق الرحم ، المبيض، الخصيتين، سرطان الدماغ او الحبل الشوكي ... ومن جهة أخرى يمكن لموقع السرطان أو للعلاج الذي يتم إعطاؤه أن يكون لهما تاثير أيضاً على أنخفاض معدل الخصوبة. من هنا أهمية التطرق الى هذا الموضوع مع المرضى الذين هم في سن الإنجاب ليكونوا على بينة من الأمر و يتخذوا القرارات التي يمكنها ان تساهم في حفظ خصوبتهم لاستعادة حياة طبيعية و مستقبل واعد بعد انتهاء العلاج. ودور طبيب السرطان المعالج توجيه هؤلاء المرضى الى الاطباء المختصين بالعقم مع تأمين الدعم النفسي و العائلي و الديني المطلوب لهم لفتح طاقة أمل للمستقبل أمامهم .

الحلول المطروحة للحفاظ على الخصوبة

خلال النقاشات التي طرحت في Oncofertility Symposium تم التعريف بالحلول المطروحة للحفاظ على الخصوبة لدى مرضى السرطان نساء و رجال ولدى المرضى الذي يعيشون مع شركاء و المرضى الذين ما زالوا عازبين دون شريك. بالنسبة للرجال يعتبر حفظ الحيونات المنوية في البنك المختص من الحلول المطروحة لا سيما في حال عدم وجود شريكة. أما بالنسبة للنساء فالحلول تقوم على حفظ البويضة غير المخصبة في حال عدم وجود شريك او البويضة المخصبة إذا كان التخصيب ممكناً عبر تقنيتين مختلفتين معروفتين باسم  Freezing  و Vitrificationو التقنية الأولى تقوم على حفظ البويضة كما هي بينما الثانية و هي الأحدث و التي أثبتت نتائج أفضل بالنسبة للتلقيح و الحمل فتحفظ فيها البويضة بطريقة خاصة بعد ان يتم سحب الماء منها ما يجعل نوعيتها أفضل بعد الإذابة . وكلا التقنيتين تجعلان تجميد البويضات لفترة طويلة ممكنة و بالتالي تتيحان استخدامهما فيما بعد من خلال تقنيات الحمل المساعدة  IVF للحصول على أجنة يتم زرعها في الرحم للحصول على الحمل و الولادة لاحقاً. كذلك يمكن استخدام إحدى هاتين التقنيتين تجميد الأجنة ليتم زرعهما في الرحم لاحقاً وهو خيار دقيق يحتاج الى مناقشة جدية مع المريضة.

الحمل حلم ممكن

 و في شرح علمي موسع ودقيق تمت مناقشة فاعلية كل من هذه التقنيات و نسب نجاحها وشروط النجاح عند المريضة من حيث السن و الحالة العامة و نوعية البويضات و غيره كما نوقشت نسب الحمل لاحقا   عند الناجين من السرطان وأجريت مقارنات بين الحمل الطبيعي و الحمل المساعد بواسطة بويضات مجمدة. و تطرق النقاش أيضا الى الأخطار التي يمكن ان ترافق هذه الإجراءات على صحة المريضة و تجاوبها مع علاج السرطان.

في النهاية ومهما تعددت الأساليب و تشعبت النقاشات تبقى مناقشة أمور الخصوبة مع مرضى السرطان أمراً أولياً لابد منه خاصة و أن 10% من النساء المصابات هن تحت سن 45 أي في سن الإنجاب، وذلك بغية إبقاء طاقة  الأمل مفتوحة أمامهن.

إليسا رسالة أمل

وقد شاركت الفنانة إليسا في ختام المؤتمر تجربتها مع سرطان الثدي وشجعت كل المصابات بالسرطان على مناقشة خيارات الخصوبة مع طبيبهن و أقرت بان الموضوع لم يكن مطروحاً بالنسبة إليها و تمنت لو أنها فكرت بإجراءات حفظ البويضات سابقاً حتى قبل الإصابة بسرطان الثدي.

وكان قد أدار النقاش د. توفيق عيد رئيس القسم النسائي في  CMC وشارك فيه مختصون بالأورام السرطاني وبالطب النسائي و الخصوبة وتكلم فيه كل من الأطباء د. حسام عبد الرضى، د. مروان غصن، د. مندي كريستانسن  التي قدمت خصيصاً للمشاركة في المؤتمر من مستشفى  John Hopkins و د. زاهر نصار. 

 

Image gallery

Comments